يا بن عمر.. أنصفنا - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يا بن عمر.. أنصفنا

نشر فى : الأربعاء 5 أكتوبر 2011 - 10:05 ص | آخر تحديث : الأربعاء 5 أكتوبر 2011 - 10:05 ص

غادر المبعوث الأممى ذو النفس الطويل العاصمة اليمنية، بعد جهود مضنية قضاها فى إقناع صالح بالتنازل عن السلطة، ولم يتمكن بالطبع أن يحقق هدفه فى مواجهة أسطورة المراوغة والتسويف والنكث بالوعود، وأثناء مغادرة بن عمر مطار صنعاء صرح قائلا: «إن لصبر اليمنيين حدود»، تماما كما كان لصبره هو حدود. الجميع يعلم أن للصبر حدودا، وحده صالح وآله من تصور لهم خيالاتهم، أنه حين ينفذ هذا الصبر ويقنط اليمنيون من إمكانية تنازل صالح عن السلطة أو توقيعه المبادرة الخليجية، فإن الشعب الثائر سيلملم أمتعته وخيامه المنصوبة فى الساحات، ويعود إلى المنازل طائعا راضخا لحكمهم مجددا، هكذا يأملون.

 

أما السيناريو الآخر الذى يدور فى أذهانهم المريضة بالسلطة، فيتمثل فى تفجير الحرب الأهلية، التى لطالما برعوا فى إدارتها ويعتقدون أنهم سينجون منها، كما سبق وحدث فى صيف 94 وفى حرب الحوثيين، وما سبقهما ولحقهما من معارك داخلية لطالما افتعلوها. وقد نسوا تماما أن سياسة فرق تسد، التى سبق أيضا وانتهجوها مرارا، لم يعد لها مكان الآن بعد أن اتحد السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمنى تحت شعار واحد وهدف واحد، هو إسقاط على صالح وأسرته ونظامه.

 

كان بن عمر قرب قوسين أو أدنى من الوصول لاتفاق بين النظام، ممثلا بنائب الرئيس، الذى أصدر صالح قرارا بتفويضه التباحث بهذا الصدد، والمعارضة حول آلية وبرنامج زمنى لتنفيذ المبادرة الخليجية، وما كاد الاتفاق أن يتم، حتى انتفض صالح قاطعا جلساته العلاجية عائدا إلى صنعاء، للحيلولة دون إتمامه، والغريب أن الرجل مصمم على استمرار التفويض للنائب والنأى بنفسه عن أى توقيع، بالرغم من أن هذا التفويض لم يعد له أى مسوغ فى ظل وجوده. وهكذا نجح صالح مرة أخرى فى إفشال أى جهد لإنقاذ اليمن، وتأبى قيود الدبلوماسية تحميله وحده مسئولية هذا الإفشال المتعمد.

 

حاضر اليمن ومستقبله اليوم متوقف على القرار، الذى من المفترض أن يصدر عن مجلس الأمن، بعد الاطلاع على تقرير بن عمر، وربما يكون الملاذ الأخير، إن صدر لصالح الشعب والثورة، وإما فإنها ستكون بمثابة إعلان الحرب الأهلية فى اليمن، وهى الحرب التى تلوح نذرها فى كل مكان، فإذا فقد اليمنيون إيمانهم بالوسائل الدبلوماسية إلى جانب يأسهم من الفعاليات السلمية، فلن يردعهم أحد عن حمل السلاح، المتاح أصلا بوفرة. لا سيما وهناك المزيد من الأصوات، التى كانت توصف بالحكمة، باتت تعتبر أن ما يحدث فى الساحات الآن هو بمثابة انتحار أكثر منه سلمية، فالشباب والثوار يقتلون كل يوم بدم بارد، فى حين لم يصدر قرار واحد بتجميد أرصدة القتلة، أو تحميلهم المسئولية.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات