النهاية على الطريقة اليمنية التقليدية - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

النهاية على الطريقة اليمنية التقليدية

نشر فى : الإثنين 6 يونيو 2011 - 8:41 ص | آخر تحديث : الإثنين 6 يونيو 2011 - 8:41 ص

 تحير العالم فى الكيفية التى يمكن أن تحسم بها الثورة اليمنية. شباب الثورة كانت أعينهم وآمالهم معلقة بالثورتين التونسية والمصرية، لذا أصروا على الالتزام بسلمية الثورة، فى حين أعلنها الرئيس الراحل أو المخلوع ــ فهذا فى علم الغيب حتى الآن ــ أخذناها بالخنجر ولن تؤخذ منا إلا بالخنجر. ويعنى بهذا صراحة أنه لن يسلم السلطة إلا بالدم.

وفى الوقت الذى كانت الأنظار تشخص باتجاه الحرب القبلية التى أشعل صالح فتيلها فى خطوة أولية يمهد بها للحرب الأهلية، يأتى خبر عاجل أقرب إلى الخيال يفيد بسقوط الرئيس ومجمل قيادات نظامه بين قتيل وجريح.

تضاربت الأنباء حول حالة الرئيس الصحية ومكان وجوده، قبل الإعلان رسميا عن مغادرته البلاد. وفى ظروف كالتى تمر بها اليمن، لا يمكن أن يتخذ الرئيس قرار المغادرة إلا وهو على قناعة تامة بأنه لن يعود. السؤال الكبير الذى يتملك الجميع، ما الذى حدث؟ وفى غياب الشفافية وانعدام المصداقية، فإن التكهنات تبقى مفتوحة على مصراعيها، وبالتالى تتعدد الروايات والتفسيرات حول ما جرى، ولكل منها زوايا منطقية وأخرى لا معقولة، ودون الدخول فى تفاصيل مثل هذه التفسيرات سواء أكان الهجوم نفذ من خارج القصر الرئاسى أو من داخله، تبقى النتيجة واحدة، وهى أن العملية كانت عملية اغتيال تستهدف تصفية الرئيس جسديا، وأن من قام بالعملية كان يملك معلومات دقيقة ومؤكدة. لكن الأمر المستغرب والمستهجن فى ظل إجراءات الحماية والاحتياطات المتبعة هو كيفية اجتماع كل هذه القيادات فى مكان واحد.

يثور تساؤل أخير من الفاعل؟ وهو سؤال يصعب التكهن بإجابته، تكفى الإشارة إلى أنه ومنذ بضعة أيام فقط أصدرت القبائل اليمنية بيانا أهدرت فيد دم الرئيس بسبب ارتكابه العيب الأسود بقصف وقتل لجنة الوساطة فى منزل الشيخ صادق الأحمر. كما حدثت العديد من المجازر فى صنعاء وتعز وأبين وصعدة وعدن وغيرها، أى أن الدم تفرق بين القبائل والمناطق، ولكل منهم ثأره. مع الرفض القاطع لهذا المنطق ولهذه اللغة، إلا أن صالح ضن على نفسه بالخروج المشرف، كما ضن على اليمن بأن يكون له رئيس يغادر طواعية بشكل سلمى ديمقراطى دون اغتيالات ودماء.

ما جرى خلال الأيام القادمة من قتل وقتل مضاد لا يستحق الذكر ويجب أن يسقط من صفحة الثورة السلمية البيضاء التى لم تتلوث أيدى الشباب فيها بدماء، سوى دمائهم التى استبيحت. التطلع اليوم إلى شباب الثورة ورموز المعارضة النضالية والقبائل الوطنية للاشتراك معا فى صنع مستقبل اليمن الذى يتطلع إليه الجميع.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات