ما هو عمر الكاتب؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 3:44 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما هو عمر الكاتب؟

نشر فى : الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 7:45 م | آخر تحديث : الثلاثاء 6 أغسطس 2024 - 7:45 م


لا علاقة لما سنأتى به الآن بعدد السنوات التى يعيشها الأدباء والكتّاب، كونهم شأن بقية البشر، من مختلف الأقوام والاهتمامات أو الاختصاصات، يعيشون أعمارًا متفاوتة، بعضهم يُعمّر طويلًا حتى يشارف المائة عام، وبعضهم يموت شابًا فى مقتبل العمر. الشاعر الروسى ألكسندر بوشكين مات فى المبارزة الشهيرة عن ثمانية وثلاثين عامًا، أما مواطنه، مالئ الدنيا وشاغل الناس، أنطون تشيخوف، فقد مات بمرض السلّ عن أربعين عامًا، فيما أتى السرطان على الشاعر الفرنسى آرثر رامبو، الذى كان قد هجر الشعر، وهو فى السابعة والثلاثين عامًا، وكيف لنا أن ننسى أن أديبنا الفلسطينى المبدع غسان كنفانى الذى استشهد عن 36 عامًا.
وأنا أعيد قراءة مقالى، على موقع «الخليج»، صباح يوم السبت الماضى، عن القلم الذى حيّر عباس محمود العقّاد، انتبهت إلى أنى طوال المقال كنت أصف إبراهيم أصلان بالكاتب الشاب، حين أعدت شرحه للقاء الصدفة الذى جمعه مع العقّاد فى شارع شريف، دون أن يتحدث معه أو يقدّم نفسه إليه، مكتفيًا بوصفه، وحكايته مع القلم الذى راح يتأمله على رفّ محل لبيع القرطاسيات.
إبراهيم أصلان توفى العام 2012 عن عمرٍ ناهز السابعة والسبعين، لكنى، ومن سياق المقال، قصدتُ أنه عندما صادف العقاد فى الشارع كان شابًا، فالحدث تمّ فى العام 1964، قبل وفاة العقّاد بأشهر قليلة، وإذا علمنا أن أصلان من مواليد العام 1935، فإنه كان يومها شابًا فى التاسعة والعشرين من عمره.
المحفز للوقوف عند أعمار الكتّاب هو ما ذهب إليه مؤلف كتاب «دراسات فى الحب» خوسيه أورتيجا جى جاست، الذى أصدرت الهيئة العامة للكتاب فى وزارة الثقافة السورية ترجمةً له وضعها على إبراهيم أشقر. لم يكن مؤلف الكتاب يتحدث عن الكتابة وأعمار الكتّاب حين تناول الموضوع فى أحد مواضع الكتاب، وإنما كان يتحدث عن الفروق بين الأجيال المختلفة فى علاقتها بعاطفة الحب، ملاحظًا أن كل جيل «هو زىّ كامل من الوجود يُثبّت بشكل لا يمحى على الفرد»، حتى إن بعض الشعوب البدائية تُميّز كل جيل بوشمٍ خاص على أجساد أفراده عندما يصلون إلى سن البلوغ، «فيظلّ الوشم منقوشًا فى كيانهم بشكلٍ لا فكاك منه».
لأمرٍ ما وجد الكاتب تشبيهًا لشرح فكرته هذه عن علاقة الأجيال المختلفة بالحب فى الفرق بين أسلوبى جيلين مختلفين فى كل الأنشطة بما فى ذلك أكثرها تجريدًا والأقل خضوعًا ليد الزمان، وفق قوله، ومنها الكتابة، قائلًا «إننا إذا فتحنا اليوم كتابين فى أرقى رياضيات عليا نستطيع أن نكشف من غير أنباء سابقة أى المؤلفين فى الثلاثين وأيّهما فى الستين».
حاولوا أن تختبروا هذه الفرضية، واحكموا بالنتائج.

حسن مدن
جريدة الخليج الإماراتية

التعليقات