دعم الثورة دبلوماسيًا - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دعم الثورة دبلوماسيًا

نشر فى : الإثنين 7 نوفمبر 2011 - 12:40 م | آخر تحديث : الإثنين 7 نوفمبر 2011 - 12:40 م

يُجرى وفد من قادة المجلس الوطنى لقوى الثورة السلمية اليمنية جولة دبلوماسية عربية ودولية للتعريف أكثر بالثورة ومطالبها وأهدافها فى محاولة لحشد التأييد وطمأنة من لا تزال لديه شكوك ومخاوف من مرحلة ما بعد صالح، زار الوفد روسيا والكويت وقطر والإمارات وعمان ولا تزال هناك محطات أخرى. كان قد سبق ذلك تشكيل فريق للتواصل الخارجى، نجح فى الاتصال بعدد من الشخصيات العامة والرسمية والحصول على دعمهم وتأييدهم، ففى القاهرة على سبيل المثال التقى الفريق بعض مرشحى الرئاسة المصرية وعددا من سفراء الدول الكبرى، وكان اللقاء الأهم بهذا الصدد مع الأمين العام للجامعة العربية السفير نبيل العربى، الذى عبر مؤخرا عن إدانته لأعمال العنف والقتل المستمر فى اليمن ضد المتظاهرين، كما طالب بالوقف الفورى لجميع أعمال العنف وإطلاق سراح سجناء ومعتقلى الثورة السلمية.

 

ويعتبر بعض المحللين أن لقاء القيادات السياسية والدوائر الدبلوماسية العربية والدولية بقيادات المجلس الوطنى بمثابة اعتراف ضمنى به كممثل شرعى لقوى الثورة اليمنية، إلا أن الأمر أوضح من ذلك، فكل القوى العربية والدولية متفقة تقريبا على ألا تتعامل مع الثورة اليمنية أو ما يعبرون عنه بـ«الأزمة اليمنية» إلا عبر المبادرة الخليجية، أو على الأقل يعتقدون أنها الحل الوحيد والأنسب للوضع فى اليمن، وبات من الواضح أن هذه المبادرة تضع نقطة النهاية لعلى صالح ونظامه سواء بشكل صريح أو ضمنى، من هنا يمكن القول إن صالح لم يعد يحظى بأى شرعية إقليمية أو دولية أصلا، وبما أن قيادات المجلس الوطنى الانتقالى تمثل توليفة من مختلف تيارات وفصائل الثورة اليمنية، وتحظى بتأييد الغالبية الوطنية، فإن الاعتراف الدولى والعربى الرسمى بها مسألة وقت ليس أكثر، أهم ما يشغل القوى الإقليمية والدولية فى لقائها بقيادات المجلس الوطنى ــ وهم من الوجوه المعروفة عربيا ودوليا ــ هو رؤية المجلس للمرحلة الجديدة، وكيف سيتعاملون مع الملفات الشائكة التى خلفها النظام، والتى لطالما استخدمها كفزاعة للعالم وعلى رأسها ملف الإرهاب.

 

يبدوا أن رحلة الوفد تكلل بالنجاح، وفى كل الأحوال هى خطوة إيجابية ومهمة فى مجال دعم الثورة سياسيا ودبلوماسيا، تبقى ملاحظة جديرة بالاهتمام تتعلق بتشكيلة الوفد الذى قام بالجولة الأخيرة، حيث خلا تماما من القيادات النسائية، تكرر الأمر نفسه فى تشكيلة فريق التواصل الخارجى، فهل هناك من يرى أن المرأة اليمنية الثائرة التى صمدت حتى الآن على مدى تسعة أشهر فى الساحات وقدمت الشهيدات عاجزة عن تحمل مشاق وأعباء السفر، أم عاجزة عن تمثيل وطنها وشرح قضيته للعالم، هذا العالم الذى وجد أن خير من يعبر عن الربيع العربى والثورات العربية عامة واليمنية خاصة، امرأة يمنية منحها جائزته للسلام، فمن المعيب والمخجل أن نجد من لا يزال يستثنيها ويهمشها بالرغم من وجود قياديات فضليات فى تشكيلة المجلس. إن كان هذا مجرد خطأ، فهو وإن كان لا يزال مردودا، يبقى يعبر عن عقلية لا نتمناها ليمننا الجديد، أما إذا كان مقصودا فالمصيبة أكبر، والله ما ثرنا من أجل هذا.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات