فى الذكرى الملطخة بالدماء - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى الذكرى الملطخة بالدماء

نشر فى : السبت 9 يوليه 2011 - 9:50 ص | آخر تحديث : السبت 9 يوليه 2011 - 9:50 ص
ارتأى أنصار على صالح أن 7 يوليو هو التاريخ المناسب لبث أول شريط يظهر الرجل بالصوت والصورة للإعلان عن استمرار وجوده على قيد الحياة، هذا الاختيار ليس اعتباطيا، خاصة أن الشريط مسجل. ربما لم تكن صحة الرجل تسمح بظهوره قبل هذا التاريخ، لكن بالطبع كان يمكن تأجيلها لما بعد هذا اليوم؛ الذى ينكئ جراح أبناء الجنوب اليمنى وجميع الوحدويين فى أرجاء الوطن سنويا.و7 يوليو لمن لا تسعفه الذاكرة هو اليوم، الذى انقلب فيه صالح على الوحدة بعد أن شن حربا عسكرية ضروس طالت كل بيت وكل شبر فى جنوب البلاد، 7 يوليو هو اليوم الذى بدد أحلام الجنوبيين بالوحدة، التى لطالما تاقوا إليها، وقدموا من أجلها بلدا وشعبا بأكمله وبكامل ثرواته. نعم كان هنا كمن أيد صالح فى صيف 94 تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة بأى ثمن، لكن صالح أبى إلا أن يجعل كل محب للوحدة يتجرع مرارة الندم. فالوحدة فى الحقيقة لم تكن تعنى لدى النظام سوى ضم أرض وثروة، والإمعان فى إذلال أهلها الذين يعتبرهم برجاله ونسائه خاسرين وأسرى وعبيدا وإماء حرب.

ادعى أنصار صالح لابتهاج بإطلالته، فأسقطوا العشرات ما بين قتيل وجريح ضحية الرصاص، الذى سكبوه مجددا للتعبير عن فرحهم، فى حين رد الثوار عليهم «من كان يعبد صالح فإن صالح قد انتهى، ومن كان يعبدالله فإن الله حيا لا يموت، والبلاد لا ولن تضيع ولا تنتهى بنهاية أحد»، هذه صورة من ردود أفعال اليمنيين على هذا الظهور.

الحقيقة أنه لم يكن فى النية التطرق للحديث عن الحالة الصحية لصالح، فليس من المروءة الحديث عن مصاب، آثر أن ينسحب عن الحياة السياسية طوعا أو كرها، لكن هذه العودة تسمح لنا بتناول هذا الشأن بالتحليل وإبداء بعض الملاحظات.

ظهور على صالح أكد بالفعل بقاءه على قيد الحياه، لكنه أكد فى الوقت نفسه عجزه التام عن الحكم مجددا، فالرجل بعد شهر من الإصابة، وبعد مجموع العمليات التى خضع لها والعلاجات، التى تلقاها عجز عن إكمال خطاب لم تتجاوز مدته الـ 6 دقائق، فبدت عمليات المنتجة واضحة ومتكررة، أى أن الخطاب جرى تصويره على عدة مراحل بسبب مقتضيات الوضع الصحى بطبيعة الحال، كما أن الحالة العامة التى ظهر فيها أوضح من أن نتناولها أو أن نعلق عليها.

النظام يريد أن يقنعنا أن صالح مجرد رئيس أصيب بوعكة فخرج للاستشفاء، وكأن الظرف لم يكن ظرف ثورة انتفض فيها أبناء الشعب مطالبين إياه بالرحيل، لذا، فالثوار غير معنيين بهذا الظهور ولا بالحالة التى وصل إليها صالح، الثابت فى أذهانهم وأعينهم فقط صور الجرحى والشهداء والثكالى والأيتام، وكذلك لم ولن ينسوا صور المحرقة فى تعز والمنصورة وجميع المحافظات اليمنية، الانتصار والوفاء لهؤلاء جميعا هو كل ما يعنيهم.
وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات