الرد المجافى على الخطاب الشافى - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:22 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرد المجافى على الخطاب الشافى

نشر فى : الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

لم يتأخر رد الإرهابيين على خطاب الرئيس، ربما لأنهم استشعروا يقينا أنه كان صادقا ولن يقبل المهادنة كما استشعرنا، بخلاف ما اعتادوا عليه من  تناقض بين إعلان الحرب عليهم من جهة ثم عقد الصفقات أو غض الطرف من جهة أخرى، لذا جاء الرد على مستويين،،

●●●

 على المستوى النظرى أصدر تنظيم القاعدة بيانا، يحتاج لبعض التعليق.

أولا: اتهم البيان الرئيس بالتبعية لأمريكا والسير فى فلكها، وارتهان مؤسسات الدولة لخدمتها كما كان سلفه، رغم أنه جاء إثر ثورة شعبية. ولم نفهم ما علاقة الإرهابيين والثورة، هل كانوا شركاء ثورة؟ أم لعلهم ظنوا أن الشعب خرج ثائرا للمطالبة بحق القتل والتكفير؟ أو ربما ظنوا أن بإمكانهم استغلال المطالبات الشعبية بالحرية والمشاركة السياسية ليفرضوا أجندتهم اللا وطنية؟ وهو ما يعاونهم فيه بالفعل عرابو  ومتاجرو  الحقوق والحريات عن جهل أو عن عمد.

ثانيا: أبدى الإرهابيون استنكارهم مما وصفوه بتبجح الرئيس حين اعترف بمشاركته ورضاه عن عمليات القصف الأخيرة، عوضا عن أسفه واعتذاره، نافين ما كشفه من مخطط كان يستهدف عمليات تفجير منشآت  نفطية وقتل وتدمير، مؤكدين أنهم يتوخون الحذر فى عملياتهم الجهادية، حتى لا يصيبوا دما مسلما، سائلين الله التوفيق والإعانة.

وهنا يفترض أن نصدقهم فهم لا يصيبون دما مسلما أبدا، فكل جنود الجيش والشرطة الذين سبق قتلهم بدم بارد، كما كل السياسيين الذين اغتالوهم وأسرهم وأطفالهم، لا علاقة لهم بالإسلام مطلقا، فقد سبقت عمليات القتل فتاوى تكفير، لذا فهم لا يصيبون دما مسلما أبدا، وهكذا ففتاوى التكفير دائما جاهزة تحت أى مبرر يعقبها استباحة الدم، ولن يسلم من أيديهم أحد.

ثالثا: استنكر البيان مطالبات الرئيس لهم بتسليم السلاح، مبررين أن الشعب اليمنى شعب مسلح، داعين الرئيس للالتفات لجماعة الحوثى ومطالبتها بتسليم السلاح من باب أولى وهى تعتدى على أهل السنة وعلمائها بحقد طائفى دفين. وهذه الجزئية تحديدا لا تحتاج لأى رد، فمن عساه يجادل فى حقيقة أن قادة تنظيم القاعدة هم حمائم السلام دعاة التسامح المذهبى والديني؟ فمن حقهم إذن  استنكار كل حقد طائفى.

النقطة الرابعة التى تطرق إليها البيان وهى الأهم برأيى، إشارتهم إلى الوساطة التى قام بها من وصفوهم بالعلماء الأفاضل، الذين رفض الرئيس هادى الالتقاء بهم بعد أن حملوا إليه تجاوب من أسموهم المجاهدين مع الهدنة، شريطة تشكيل لجنة  من العلماء، لإزالة ما يتفق عليه المسلمون من المنكرات، وعلى رأس هذه المنكرات العظيمة تنحية الشريعة الإسلامية عن حياة الناس ونظام الدولة، وهو ما يؤكد ما سبق وذهبنا إليه من تعاطف التيار اليمينى مع هذه الجماعة ومشروعها ورؤيتها، الخلاف فقط هو حول آلية العنف، التى أثق أنهم لا يستنكرونها فى السر تماما كما يعلنون، المسألة بالنسبة لهم فقط مرحلية ترتبط بما يعبرون عنه بالتمكين، كما يؤكد الاستنتاج السابق من عزم الرئيس غلق أى باب للحوار والوساطة مع الإرهابيين، إلا بالعودة لحضن الوطن ونبذ العنف. أما الحديث عن إزالة المنكرات المخالفة للشريعة فى مجتمع محافظ بالمعنى الحرفى للتقيد بالعادات والتقاليد بشكل يفوق حتى تعاليم الدين، الذى قد يحرر من الكثير منها، كما يحدث فى اليمن، فهو أمر يثير سخرية أى عاقل.

●●●

لم يتوقف الرد على المستوى النظرى فقط، بل جاء الرد العملى الكاشف عن حقيقة هذه الجماعة التى يواجهها الوطن، الرد الذى  أكد ما جاء فى خطاب الرئيس، وسفه كل ما ذكروه فى بيانهم، من خلال عملية عدائية استهدفت تفجير حافلة نقل موظفى القوات الجوية، نجم عنها مقتل وإصابة العشرات، فعن أى وساطةa وإسلام يتحدثون؟! وسنبقى نؤيد كل من يتصدى لأعداء الدولة المدنية إلى أن يثبت العكس.

 

باحثة وأكاديمية يمنية

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات