الشباب والقبائل والمشترك.. لم ينجح أحد - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشباب والقبائل والمشترك.. لم ينجح أحد

نشر فى : السبت 11 يونيو 2011 - 9:30 ص | آخر تحديث : السبت 11 يونيو 2011 - 9:30 ص

 غادر على صالح اليمن فتوقفت الاشتباكات العنيفة بين قبيلة حاشد والقوات التابعة للنظام، وجرى الالتزام بالهدنة التى كانت قد خرقتها قوات النظام مرتين سابقا. واستمتع الشعب اليمنى لأول مره منذ عهد طويل بـ48 ساعة متواصلة من الكهرباء. كما تم استهداف كبار رجالات القاعدة فى مدينة زنجبار، وأجهز عليهم بالفعل.

ويبدو أن الجماعات الموالية للرئيس، التى بوغتت بالتطورات الأخيرة التى لم تكن تخطر ببال. بدأوا يمتصون الصدمة ويعاودون المباغتة والهجوم، وما حادثة الاحتفال بخبر تحسن صحة الرئيس، إلا حلقة فى حلقات هذه المؤامرة. إذ إنه وبعد تحسن نسبى للأوضاع تأتى الاحتفالات على هذا النحو العنيف الذى أوقع العشرات ما بين قتيل وجريح.

بدأت خيوط المؤامرة مع انتصاف ليل الأربعاء تماما، وبالتزامن مع قطع الاتصالات عبر الهواتف الثابتة والمحمولة، ليسمع الناس فجأة أصوات الرصاص من مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، فتملكهم الرعب ولم يعرفوا السبب، وظنوا لوهلة أن الحرب التى يخافونها قد اشتعلت بالفعل، ولم يجدوا أمامهم من مجيب بعد انقطاع الاتصالات، سوى الفضائية اليمنية التى أعلنت أن الألعاب النارية تضىء سماء البلاد ابتهاجا بشفاء الرئيس، فخرج بعض المغرر بهم ليشاهدوا المنظر، فارتد الرصاص المسكوب فى الهواء عليهم، إذ لا وجود لأى ألعاب نارية بل هو الرصاص الحى. ولم يكن المحتفلون سوى بلاطجة النظام المنتشرين فى الشوارع الرئيسية والأزقة وعلى أسطح المنازل.

وهنا الطامة الكبرى، فإذا كانوا هكذا يفرحون ويبتهجون، فكيف إذا غضبوا، كم من الضحايا سيقع؟ وما بالهم لو أخبروهم أن رجلهم المنتظر قد رحل أو سيرحل للأبد؟ وإن صرة النقود نفذت، أو لن تسلَّم مجددا.

القراءة الأخرى فى مشهد المعارضة سواء من رجالات القبائل أو شباب الثورة أو الأحزاب ممثلة بتكتل اللقاء المشترك، وكذلك قوات الجيش المنضمة للثورة، فهم جميعا لم يمتصوا الصدمة بعد، ويبدو أنهم بوغتوا أكثر مما هو حال الحلفاء. فالشباب الذين كانوا يدعون أنهم القادة والمحرك، يطالبون التكتل بتشكيل مجلس حكم انتقالى، ولا نعرف لماذا لا يشكلونه هم إذا كانوا طوال الوقت ينفون تبعيتهم للمشترك؟ والمشترك يطالب نائب الرئيس بتشكيل هذا المجلس المنتظر، ولا نفهم أيضا، لماذا لا يقتنصون هذه الفرصة وتكون لهم الريادة. والقبائل خفت صوتها فجأة ولم يعد لها أى وجود فى صنعاء على الأقل. أما السؤال الكبير فهو حول موقف الفرقة الأولى مدرع، التى باتت اليوم تحيط وتحمى منزل النائب عبدربه منصور هادى من الثوار، الذين نظموا مسيرة إلى منزله مطالبين إياه بالقيام بواجبه وتشكيل المجلس والالتزام بمطالب الثورة. فلما قرروا الاعتصام هناك، تصدت لهم قوات الفرقة واشتبكت معهم، فى مشهد غريب وغير مفهوم.

الشباب منحوا النائب والتكتل مهلة من 24 إلى 48 ساعة، وبدوره منح المشترك النائب نفس المهلة، وهى الآن على مشارف النهاية، فماذا أنتم فاعلون؟

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات