عـش الدبابيـر - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عـش الدبابيـر

نشر فى : السبت 12 مايو 2012 - 8:35 ص | آخر تحديث : السبت 12 مايو 2012 - 8:35 ص

لم يعد أمام الرئيس بن هادى من خيار سوى الدخول مختارا واقتحام وكر الدبابير حتى يمكن التقدم فى تنفيذ المبادرة الخليجية ومتطلباتها، وهو الأمر الذى ظل الجميع يحذر منه منذ اليوم الأول للقبول بالمبادرة ومن ثم التوقيع عليها، وبقى السؤال المطروح، وماذا بعد؟ كيف ستسير المرحلة الانتقالية مع استمرار سيطرة الأسرة الصالحية على مفاصل القوة فى البلاد؟

 

كان الجميع يتخوف من استمرار سيطرة هذه القيادات على زمام الأمور، لاسيما الأمنى منها، وهو ما قد يحول دون انعقاد الحوار الوطنى المرتقب. وحتى على صعيد المواجهة مع الجماعات الإرهابية المسلحة لم يعد لدى المواطنين ثقة فى جدوى ذلك مع استمرار بقاء القوات المعنية بهذه المهمة تحت سلطة قيادات لا توجهها إلا مصالحها الشخصية الضيقة.

 

وتعد أبرز التغييرات العسكرية التى شملتها القرارات الجمهورية، تغيير قائد القوات الجوية محمد صالح الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس السابق، لكن بالمقابل شملت هذه القرارات أيضا تغيير لقيادات محسوبة على الجيش المنضم للثورة بقيادة اللواء على محسن وحلفائه، والفرق هنا كان فى ردة الفعل، ففى حين تم تقبل قيادات الجيش الموالى للثورة هذه القرارات، أبى قائد القوات الجوية إلا أن يأخذ البلد رهينة، حيث أعلن تمرده ورفضه الانصياع لقرار الرئيس وتم إغلاق المطار ووقف حركة النقل، واستمر الوضع على هذا النحو حتى عودة المبعوث الأممى بن عمر الذى نجح فى إنهاء الأزمة، وفى نفس السياق جاء تمرد العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد اللواء الثالث حرس جمهورى على القرار الرئاسى بنقله إلى حضرموت وظل يرفض تسليم اللواء حتى عاد بن عمر وأنهى التمرد، وإن كان حسم الأمر لا يزال غير مؤكد بعد، وبهذا بدأت دائرة الأسرة تضيق على العميد أحمد نجل صالح وعمه يحيى، قائدى الحرس الجمهورى والأمن المركزى على التوالى، ومن المنتظر صدور القرارات الخاصة بهما بين لحظة وأخرى.

 

●●●

 

صحيح أن قرارات بن هادى كانت منتظرة من الجميع لكن هذا لا ينفى حقيقة أنها كانت مُفاجِئة لا سيما لمن كانوا يظنون أنهم قد أمِنوا هذا الجانب من قيادات الأسرة، مستندين إلى اعتقادهم بولاء الرئيس لهم من جهة، وبسبب أن حصتهم من الحكومة كانت تشمل حقيبة الدفاع التى تعمدوا اختيار ممثليهم فيها من صقور الحزب، وبرغم ذلك فقد جاء موقف وزير الدفاع معاكسا لرغباتهم.

 

وقد كشفت التطورات الأخيرة عن عدة أمور:

 

● مرة أخرى يؤكد الرئيس أنه لا مجال للتراخى فيما يتعلق باستمرار نفوذ الأسرة التى تريد أن تسحب من صلاحياته هو أولا، كما يبدو أنه فى هذا المجال قد استفاد بحكم قربه وعشرته لصالح من دهائه وأسلوبه التكتيكى، حيث إن القراءة الأولية لقرارات الرئيس هى ترقية العناصر المستبعدة وهذا صحيح فى مجال السلم الوظيفى بينما جوهر القرارات هو سحب الصلاحيات وتقليص النفوذ، وهو ما فهمه الجميع فورا. 

 

● إن صالح وأسرته مستمرون فى تحدى الإرادة الشعبية واستغلال أى فرصة لتحقيق مصالحهم والانقضاض على الوفاق.

 

● يبدو أن اليمن سيبقى حتى حين على موعد مع زيارات الموفد الأممى بن عمر كلما اتخذ الرئيس قرارات ترفضها أسرة صالح، وهذا يدل على أن النظام المؤسسى فى اليمن لا يزال عاجزا وغير قادر على فرض سلطته وإرادته دون تدخل إقليمى ودولى.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات