إلى هنا.. وكفى - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إلى هنا.. وكفى

نشر فى : الأحد 12 أغسطس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 12 أغسطس 2012 - 8:00 ص

لم يضف إعلان وكالة الأنباء اليمنية بالكشف عن شبكة تجسس إيرانية تعمل داخل اليمن جديدا، وإن كان فى كل الأحوال قد قطع الشك باليقين فى هذا الإطار، يفيد الخبر الذى بثته الوكالة بأن الشبكة كان يتزعمها قائد سابق بالحرس الثورى الإيرانى، وأن مركز عملياتها كان فى صنعاء إلا أنها تعمل أيضا فى القرن الأفريقى، وهو الأمر الذى عاد ليؤكده فيما بعد الرئيس بن هادى حين طالب الجمهورية الإسلامية بعدم التدخل فى شئون اليمن.

 

حين نقول بأنه لم يقدم جديدا فإننا لا نتجه لا سمح الله للتسفيه من هذا العمل المخابراتى الضخم الذى أُنجِز ولا العقليات الجبارة التى اشتركت فيه، لكننا لدينا بعض الملاحظات التى من حقنا أن نتدارسها، فعلى سبيل المثال كنا نود بنفس المنطق أن تتوصل هذه الأجهزة لمن يقف وراء عمليات الاغتيال اليومى التى تشهدها البلاد، وأن تلقى أجهزة الدولة القبض على المخططين والمنفذين، طالما أننا نملك مثل هذه القدرات.

 

إلا إذا كانت عملية اكتشاف شبكة التجسس أسهل من ذلك بكثير ولا ترقَ لاعتبارها إنجازا يذكر فالقاصى والدانى بات على علم بأن المخابرات الإيرانية تعمل فى اليمن، كما أن الجهات والأشخاص المتلقين للتمويل معروفون بالاسم والصفة، لكن السؤال المطروح والأهم هل المخابرات الإيرانية وحدها من تعمل فى اليمن وتنفذ أجندتها؟ أليست أرضنا وسماؤنا مستباحتين للجميع؟ البلاد مفتوحة بالكامل لعمل المخابرات العربية والأجنبية والبلد إن ترفعنا قليلا سنقول تقريبا تحت الوصاية الدولية وحركة السفراء وتنسيقهم وتصريحاتهم تجاوزت الأعراف والأطر الدبلوماسية إلى حد الوصاية.

 

ثم ما هى الأسرار التى كانت تتطلع شبكة التجسس للحصول عليها؟ فهل هناك من لا يعلم ما هى الظروف التى تجابهها البلاد والأزمات التى يقاسيها شعبه، مما يسهل على أى جهاز مخابراتى استغلال نقاط الضعف هذه وتجنيد الأفراد ومن ثم تنفيذ وفرض ما شاءت من أجندة، وبذلك فإن شبكة التجسس محل للشفقة لأنها لن تلمس جديدا وكان بإمكانها توفير الموارد التى صرفتها، إلا إذا كانت تستهدف التجسس على شبكات التجسس الأجنبية الأخرى التى تعمل فى البلاد فهذا أمر آخر ويستدعى التوقف، إذ يؤكد ما ذهبنا إليه وهو أن اليمن سيعود من جديد ساحة لحروب الآخرين على أرضه.

 

ليت هذا الكشف يكون بمثابة صحوة المارد الذى سيلفظ كل الطامعين والمنتهكين لسيادة الوطن حتى وإن كانوا من أبنائه، وبمثابة رسالة للجميع بعدم التدخل فى شئوننا الداخلية، وكما قالها الرئيس بالفعل «اليمن لم تتدخل يوما فى شئون أى دولة قريبة أو بعيدة ونقول اتركوا اليمن وشأنه وإلى هنا وكفى» كفى للجميع ارفعوا أيديكم عن اليمن.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات