الحمدى وتوكل.. فى جمعة العدالة والإنصاف - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحمدى وتوكل.. فى جمعة العدالة والإنصاف

نشر فى : الأربعاء 12 أكتوبر 2011 - 9:20 ص | آخر تحديث : الأربعاء 12 أكتوبر 2011 - 9:20 ص

شهدت الجمعة الأخيرة فى اليمن والتى حملت شعار جمعة الوفاء للرئيس الشهيد الحمدى، مفارقة بحاجة إلى تأمل، فقد قرر الشعب اليمنى أن ينتصر للحق وينصف هذا الشهيد البطل، الذى ظُلم وشوه تاريخه لعقود، وفى اليوم نفسه شاءت الأقدار أن تنتصر لهذا الشعب، الذى ظلم هو الآخر، ووصف بالتطرف والعنف الإرهاب، فجاء العالم ليعترف بثورته وسلميته، مانحا أعلى جائزة دولية للسلام، لابنة هذا الشعب ورمز من أهم رموز ثورته الشبابية الشعبية، المناضلة توكل كرمان.

 

الشهيد الحمدى، الرئيس الثالث لجمهورية اليمن الشمالى بعد الإطاحة بالحكم الإمامى، وهو بالنسبة لليمنيين عنوان الدولة المدنية والرمز الحقيقى للوحدة، التى لم يمهلوه أن ينجزها، حيث نفذت عملية الاغتيال عشية اليوم الذى كان متوجها فيه إلى الجنوب لتوقيع اتفاقية الوحدة؛ وحدة المشاركة والعدل والمساواة، لا وحدة الضم والقتل والتهميش. لذا فقد أراد أعداء الوطن لهذا الرمز الموت، بقدر ما أراد هو لليمن الحياة والحرية والتقدم، ولم يكتفوا بقتل الرجل فحسب، وإنما عملوا على وصم صورته وتاريخه بالخزى، ملوحين بأن هناك ممارسات لا أخلاقية تكتنف عملية الاغتيال. ورغم كل ذلك بقى الرجل حيا فى ضمير كل يمنى حر شمالا وجنوبا. وكما كرهوه وأقلقهم بالأمس، فقد فضح سترهم اليوم، حيث حدث انقسام واضح ما بين شباب الثورة الذين أصروا على تسمية الجمعة باسمه مع حلول ذكرى اغتياله الموافق 11 أكتوبر، فى حين تململ بعض الحزبيين والقبليين، ممن يحسبون أنفسهم على الثورة، من هذه التسمية، مقترحين أسماء أخرى بديلة، لأنهم فى قرارتهم يرفضون مشروع هذا الرجل الذى حارب القبلية والتعصب لصالح بناء الدولة المدنية، التى ما زالوا يرفضونها مهما رفعوا من شعارات.

 

أما توكل كرمان والتى يتحدث العالم بأسره عنها اليوم، سبق وكتبت عنها فى مثل هذه الزاوية من قبل بعنوان «وفاء لتوكل كرمان»، فى محاولة للرد على منتقديها من أزلام النظام الذينحاولوا النيل منها ومن نضالها، لكن المؤلم أكثر حينها، كان النقد الموجه لها من بعض من يوصفوا بالثوار، والذين استاءوا من حماستها وأسلوب عملها، وشنوا حملة مسمومة عليها. هذا الأسلوب والأداء، الذى نال التقدير العالمى اليوم رغم أنفهم، معتبرين توكل سيدة السلام الأولى، مكرمين من خلالها الثورات العربية عامة، ومعترفين بدور المرأة العربية فى هذا المجال بشكل أكثر خصوصية.

 

توكل كرمان طالبت نظام الفساد والظلم بالرحيل منذ عام 2006، قبل أن يجرؤ على ذلك أحد، وقادت أكثر من 80 مظاهرة شعبية أسبوعيا، وتلقت تهديدات مباشرة بالقتل، ومضت إلى الأمام، تقدمت الصفوف، وسارت إلى جانب إخوتها الشباب كتفا بكتف، محتضنة أطفاله بين جناحيها وواضعة كفها فى يديها، لم تكن تتطلع لمنصب ولا لجائزة ولا لتكريم، كان أملها فقط أن ينال هذا الشعب المظلوم ما يستحقه من تقدير، وجلبت له هى هذا التقدير العالمى، وبعد كل ذلك تبرعت بقيمة الجائزة لأسر الشهداء ومصابى الثورة.. فهنيئا لهذا الشعب بابنته البارة.. وآن الأوان للألسنة التى تلوك كثيرا أن تخسأ.

 

الشهيد الحمدى وتوكل.. يتشابهان كثيرا.. فقد ناضلا من أجل هذا الوطن.. وظلما من بعض أبناء جلدتهم.. لكنهما سيبقيان راسخين وخالدين فى تاريخ اليمن الحر.. لذا جاءت لحظة إنصافهما مناصفة كذلك.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات