مزيدًا من القبور - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:18 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مزيدًا من القبور

نشر فى : السبت 14 يوليه 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 14 يوليه 2012 - 8:00 ص

فى ظل بقاء جنرالات وقساوسة وتجار الحرب أحرار طلقاء، وفى ظل مؤسسات عاجزة عن القيام بمهامها وفرض سلطاتها، تبقى دماء الجرحى تنزف وأناتهم تعلو، وتبقى دماء الشهداء تستصرخ، وقوافل الموتى مرشحة بالمزيد.

 

بات من الطبيعى أن نستيقظ كل يوم على خبر اغتيال جديد أو نجاة أحدهم من محاولة اغتيال، المحك هنا هو الحظ أوربما إمكانيات الشخص واستعداده لمواجهة مثل هذه العملية، وقبل كل ذلك بالطبع إن كان قد كتب له الله بقية من العمر، وبالمقابل لا نسمع أبدا عن اعتقال متورطين حقيقين فى العملية أو المدبرين لها إلا من باب ذر الرماد فى العيون ولا يعرف أحد إلى أين تسير التحقيقات بجدية.

 

أى أن كل شخص بات مسئولا عن حماية نفسه وهو ما يعنى إنذارا مهما بأن نظام اللادولة مازال سائدا وأن المرحلة الانتقالية الحالية لا تبشر بخير فى مجال بناء دولة المؤسسات التى ثار الشعب من أجل بناءها، خاصة وأن الوجوه نفس الوجوه والأبطال نفس الشخوص الذين شوهوا الماضى، فكيف توكل لهم مهمة صناعة المستقبل؟

 

●●●

 

إن عملية اغتيال الشهيد اللواء سالم قطن قائد المنطقة الجنوبية، جاء بعد النجاحات الكبيرة التى حققها هذا البطل منذ توليه قيادة المنطقة الجنوبية وعلى رأسها معارك تحرير مدينة أبين من قبضة من يسمون انفسهم «أنصار الشريعة»، تمكن الشهيد قطن من ذلك لأنه كان يملك سلاحا واحدا مهما هو الرغبة الصادقة فى إنجاز المهمة وهذا كل ما كنا نحتاجه.. فالأمر لم يكن يحتاج أكثر، فلا عدة هذه الزمرة الضالة ولا عتادها كان يتطلب القوات الخرافية التى حاولوا إيهامنا بالحاجة إليها. الرجل كان صادقا وكفى ومن أجل ذلك دفع الثمن حياته، فمن تقتضى مصلحتهم إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار ونشر الرعب فى هذا الجزء الغالى من بلادنا لاسيما محافظة أبين بموقعها الاستراتيجى المفصلى فى المنطقة الجنوبية لم يكن ليرضيهم ذلك، وهنا تقتضى الصراحة القول بإنها ليست مصلحة صالح وزمرته فقط وإن كانوا أحد المستفيدين بالطبع لكن هناك آخرين أيضا البعض منهم أهم فى المشهد اليوم جميعهم تتفق مصالحهم بهذا الصدد، لكن من منهم الذى أقدم على هذه العملية؟ هذا هو السؤال الذى يجب أن تجاوب عنه التحقيقات سريعا دون تسويف فالعملية تستهدف أمن البلد واستقراره.

 

●●●

 

من أراد الحقيقة فعلا ليبحث عن المستفيد، وليثبتوا لنا أن لا أحد فوق الدولة والقانون، فعودة مسلسل الاغتيالات وتصفية الحسابات بهذا الشكل الدموى يجب أن يتوقف سريعا وهذا لن يحدث إلا بإقامة الدولة الحقيقية التى يرونها بعيدة ونراها قريبة.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات