من جديد.. المبعوث الأممى فى صنعاء - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من جديد.. المبعوث الأممى فى صنعاء

نشر فى : الإثنين 14 نوفمبر 2011 - 10:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 14 نوفمبر 2011 - 10:10 ص

صرح ممثلون عن المجلس الوطنى الممثل لقوى الثورة اليمنية عن استعدادهم للتوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التى يحملها المبعوث الأممى جمال بن عمر، والتى كان صالح يصر دائما على ضرورة وجودها لتحديد جدول زمنى لتنفيذ المبادرة، بل والأكثر من ذلك أعلنوا أنهم مستعدون على التوقيع عليها فى الرياض أو صنعاء أو فى أى مكان، لكنهم اشترطوا أن يسبق ذلك توقيع صالح على المبادرة الخليجية، التى لم يبق من لم يوقع عليها سواه بعد أن وقعت عليها المعارضة وأركان حزبه، قبل أن تعود المعارضة لتعلن أيضا أنها مستعدة للتوقيع على الآلية التنفيذية حتى قبل أن يوقع صالح على المبادرة، إمعانا منها فى إحراجه وفضحه أمام العالم أكثر وأكثر.

 

وصل المبعوث الأممى إلى صنعاء، ومن المفترض أنه جاء ليحصل على هذا التوقيع الذى تلقى وعدا صريحا بأن صالح بات جاهزا له، هذا التوقيع الذى لن يخرج إلا بشق الأنفس، بل لن يخرج حتى بعد شقها على ما يبدو، فكل المؤشرات تؤكد أن زيارة ابن عمر ستنتهى فى الغالب إلى ما انتهت إليه سابقاتها، حيث لايزال صالح ــ الزاهد فى السلطة كما أعلن مرارا ــ مستميتا بالتشبث بها ورافضا لأى تنازل بهذا الصدد، ولم يعد هناك من مجال للإجابة عن سؤال هل سيوقع صالح على المبادرة أم لا؟ سوى اللجوء لعلم التنجيم وقراءة الكف والطالع لاستكشاف ما يدور فى ذهنية الرجل، بعيدا عن أى معطيات موضوعية وضغوط شعبية ودولية.

 

وكعادة صالح فى استباق أى زائر عربى وأممى منذ انطلاق الثورة بإثارة حرب شعواء ضد الثوار وتصعيد العنف والقتل، كان آخرها المجازر التى شهدتها ولاتزال مدينة تعز المحاصرة، التى تدور فيها هذه الأيام حرب شوارع بالفعل بين القوات والقبائل المنضمة للثورة من جهة وقوات الحرس الجمهورى التابعة لصالح وأسرته من جهة أخرى، حيث دفع صالح بتعزيزات إضافية من المدرعات والأسلحة الثقيلة لتقصف المنازل والساحات جهارا نهارا، لكن مع ذلك فإن القوات الموالية للثورة تسيطر على العديد من الأحياء فى المدينة، التى يبدى أهلها شجاعة منقطعة النظير، أقلها نجاح الإضراب الشامل الذى كانوا قد دعوا إليه احتجاجا على استمرار العنف ضدهم، شلت الحركة فى المدينة بالكامل، وأسقط فى يد النظام.

 

•••

 

من هنا بات اليمنيون يعتبرون أن الزيارات العربية والدولية أصبحت نذير شؤم، لتزامنها مع التصعيد ضدهم دون أن تفضى إلى أى حل إيجابى أو على الأقل يصدر عنها تقرير منصف وشامل يضع الأمور فى نصابها ويحمل السفاح مسئولية القتل والدماء، ويعلن صراحة من المسئول عن تعطيل المبادرة الخليجية وكل الجهود السلمية للخروج باليمن من كارثة سيدفع ثمنها الجميع، كما شاركوا فيها بالتقصير واللا مبالاة.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات