دور القوى الدولية فى جمود المشهد اليمنى - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:12 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دور القوى الدولية فى جمود المشهد اليمنى

نشر فى : الأربعاء 15 يونيو 2011 - 9:09 ص | آخر تحديث : الأربعاء 15 يونيو 2011 - 9:09 ص

 لم يكن الموقف الدولى أكثر وضوحا فى مناهضة الثورة اليمنية مثلما هو اليوم بعد مغادرة الرئيس صالح البلاد. صحيح أنه كان واضحا ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع شرارة الثورة أن البرود والتجاهل هما التعبيران المثاليان فى وصف الموقف الدولى تجاه اليمن، لكن كانت هناك تفسيرات تعتبر أن هذا سبق وحدث مع الثورة التونسية، حيث ظلت المواقف الدولية تتجاهل تماما الهبة الشعبية فى البلاد، بل واتجهت أكثر لتأييد النظام قبل أن تنقلب هذه المواقف بشكل كامل مع نجاح الثورة التونسية. وعلى الرغم من أن هذا الموقف تم تلافيه فيما بعد فى التعامل مع الثورتين المصرية والليبية، حيث جاءت المواقف الدولية أشد وضوحا فى دعم الثورة والثوار منذ البداية، بينما استثنيت الثورة اليمنية تماما من هذه المراجعة فى المواقف، بسبب التخوف الغربى والعالمى من تحول اليمن لملجأ آمن لتنظيم القاعدة إذا انفلتت الأوضاع الأمنية فى البلاد، لاسيما أن الرئيس صالح كان قد عمل جاهدا على التضخيم من شأن وجود عناصر القاعدة فى اليمن.

وكنا نظن أن استمرار الثورة بطابعها السلمى وصمود الثوار كفيلان بإحراج القوى الدولية ودفعها لتغيير مواقفها، خاصة مع إمعان السلطات اليمنية فى قمع الثوار والإفراط فى استخدام العنف، وتدهور الأوضاع الأمنية وخروج العديد من المناطق والمحافظات عن السلطة المركزية للدولة. وهذا ما حدث نسبيا، حيث سمعنا بعض الأصوات الدولية من هنا وهناك، تعلو تارة وتخفت أخرى وهى تطالب الرئيس بنقل صلاحياته وفق الدستور. وهذا هو جوهر الموقف الدولى الغربى تحديدا من الثورة اليمنية، أن يغير الرئيس برئيس مع الإبقاء على جميع القيادات الأمنية والعسكرية التى اعتادت القوى الغربية على التعامل معها، بل وأشرفت الولايات المتحدة بنفسها على تدريبها للتعامل مع عناصر القاعدة.

لذا فإن كل الغموض الذى يعترى التطورات فى اليمن، يمكن فهمه وتفسيره فى هذا السياق، سواء ما كان بالأمس من ممارسة الضغوط لاستبعاد البند الخاص بعزل أسرة الرئيس من القيادات الأمنية والعسكرية من المبادرة الخليجية، وهو ما تم بالفعل. أو ما يجرى اليوم من الصمت الدولى الرهيب تجاه عبث أبناء الرئيس وأبناء أخيه بالأمن وبالدستور، واستمرار فرض سيطرتهم على السلطة بالقوة وتجميد منصب وشخص نائب الرئيس، الذى يبقى صورة دون صلاحيات، وهو ما لم يكن ليحدث لو كان الرجل قد حظى بدعم دولى حقيقى هذا من جهة. ومن جهة أخرى ينسحب التحليل ذاته فى تبرير صمت قوى المعارضة ورموزها، إن لم نقل اختفاءها عن المشهد تماما، مما يوضح حجم الضغوط الدولية التى تخضع لها هى الأخرى.

اعتدنا فى العالم العربى على سياسات الكيل بمكيالين وثلاثة وأربعة من قبل القوى الدولية التى تنظر اليوم لتجاوزات بعض الأنظمة تجاه شعبها المنتفض عبر المجهر، فى حين لا تكاد تبصر فى اليمن مطلقا.

شباب الثورة واعون لحجم المؤامرة وقرارهم هو المضى حتى النهاية. نقطة البداية رسموها هم وساعة الصفر بأيديهم وحدهم.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات