أيها الزاحفون لقد نجحتم - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:40 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيها الزاحفون لقد نجحتم

نشر فى : الإثنين 16 مايو 2011 - 8:43 ص | آخر تحديث : الإثنين 16 مايو 2011 - 8:43 ص

 اتفق الثوار فى هدف الثورة الرئيسى المتمثل بإسقاط نظام صالح، وفى آليتها السلمية حتى تحقيق النصر، كما اتفقوا فى كل الفاعليات والتسميات، وانقسموا حتى الآن بشكل لم يعد خافيا حول قضية الزحف باتجاه القصر الجمهورى والمقار السيادية، لاسيما فى العاصمة صنعاء. ويمكن قراءة ذلك من منطلقين، الأول حول القبول بمبدأ الزحف من الأساس بين من يرى أنه لابد من الزحف وإن طالت الثورة وأنه الطريق لحسم الأمر، ومن يرفض مبدأ الزحف بالمطلق. فى حين حتى لدى أصحاب الاتجاه الأول هناك انقسام حول الموعد، بين من يرى أن ساعة الزحف قد حانت لإنهاء مسلسل القتل اليومى لليمنيين، ومن يرى تأجيله ويتخوف من العقبات. تجلى هذا الانقسام بشكل واضح يوم الأربعاء الماضى، وهو اليوم الذى أعلنته مجموعة من قيادات الثورة كساعة الصفر للزحف باتجاه مجلس الوزراء، داعين الجميع للانضمام إليهم. هذا الجميع الذى لم يستجب بالمجمل، إما التزاما بانتمائه الحزبى الذى لم يسوغ له ذلك، أو بسبب التخوف الحقيقى من المواجهة مع نظام لا يرحم، انطلاقا من نظرتهم الأفلاطونية لسلمية الثورة دون إراقة قطرة دم واحدة، ويا ليت ذلك كان ممكنا فعليا.

انطلق الثوار حاملين الورود البيضاء، وقد اختلفت التقديرات حول أعدادهم ما بين ثلاثة إلى عشرة آلاف، معلنين أنهم سيكتفون بمحاصرة مجلس الوزراء دون اقتحامه، بغرض تعطيل العمل فيه كخطوة تصعيدية أولية. لم تمهلهم القوات الأمنية وبلاطجة النظام من الوصول إلى المقر، بل استبقتهم فى الطريق بالرصاص الحى والغازات المسيلة للدموع وبالضرب المبرح الذى لم يميز بين رجل وطفل وامرأة، بالإضافة إلى عمليات خطف لبعض الشباب والفتيات فى المسيرة. لطخت الورود بالدماء وكانت مذبحة بكل المقاييس.

وعلى الرغم من الالتفاف حول إدانة النظام واتهامه بالإجرام والبطش وتحميله كامل المسئولية عن هذه المجزرة، ظل هناك من يتمتم مستنكرا قيام الشباب بهذه الخطوة التى اعتبروها غير محسوبة، والمحصلة من وجهة نظرهم أنها لم تحقق مرادها، كما تسببت فى وقوع ضحايا.

إن دماء هؤلاء الشباب لم تذهب سدى، كما أن هذه الخطوة أتت بنتائج جيدة جدا تتناسب مع حجمها بل فاقته، فقطعا لم يكن الزاحفون يتوقعون أن يرفع صالح الراية البيضاء ويرحل بمجرد توجههم للمجلس، إنما كانت خطوة بمثابة رمى حجر فى المياه الراكدة، ويمكن تلخيص نجاحاتها بالآتى:

• أعادت الثورة اليمنية إلى واجهة الاهتمام العربى والدولى.

•أكدت على أن القضية فى اليمن هى ثورة شعبية سلمية، وأخرجتها من إطار الأزمة بين المعارضة والنظام التى سادت خلال الشهر الأخير.

• دعمت موقف المعارضة الرسمية ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك فى رفض التوقيع على المبادرة الخليجية، وأكدت حقيقية رؤيتهم حول فقدان نظام صالح الشرعية والمصداقية.

•أخرجت القوى الدولية مما يمكن تسميته بموقف الدعم الصامت للنظام إلى الإدانة الصريحة، حيث أدانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى استخدام العنف ضد المتظاهرين، محملة نظام صالح المسئولية عن العنف وتدهور الأوضاع مطالبة إياه بنقل السلطة سلميا بشكل فورى.

• أعلنت قطر انسحابها من المبادرة الخليجية بسبب المماطلة والتأخير بالتوقيع على الاتفاق المقترح فى المبادرة، مع استمرار حالة التصعيد وحدة المواجهات وفقدان الحكمة.

•طالب مجلس الأمة الكويتى حكومة بلاده بالانسحاب من المبادرة الخليجية والوقوف مع مطالب الشعب اليمنى.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات