أعترف - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أعترف

نشر فى : الإثنين 16 سبتمبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 16 سبتمبر 2013 - 8:00 ص

نعم أملك الشجاعة الكافية للقول بأننا كنا نعتقد أن هذه الثورة نظيفة بيضاء كما هو المستقبل الذى تخيلنا وحلمنا،، لكنها لم تكن كذلك.

نعم خرج الشباب أولا وكلهم أمل، لكن الصفقات لعبت لعبتها القذرة وغيرت مجرى كل شيء.

نعم وعينا كل ذلك من فترة لكننا فضلنا الاستمرار حتى نتخلص من أحد الحيتان بزبانيته، لنتفرغ لطواغيت الفساد على الضفة الأخرى، فوجدنا زبانية الرجل وقد انفضوا من حوله وغيروا أفكارهم وحزبهم كما يغيرون ملابسهم،، وعادوا ليلعبوا اللعبة القذرة ذاتها..

نعم تغنينا بأنها ثورة شباب بشخوصهم وبحيويتهم وبآلياتهم التقنية، ليغيب الموت الشباب ما بين شهيد وجريح ومخفٍ ومسجون ينتظر الموت، وليرث المناصب الُشيّاب بسياساتهم الهرمة وآلياتهم الخرفة.

نعم نتفرج بأسى ونحن نشاهد من قدموا أنفسهم بأنهم فرسان الشجاعة، وهم يصمتون اليوم صمتا مريبا على كل الانتهاكات بحق الوطن، وكأنهم يعيشون فى كوكب آخر، وللتغطية على هذا التحول الواضح يشغلون أنفسهم بقضايا أممية كونية، ويشهرون هناك سيف البطولة ويرتهنون كل مدوناتهم ومواقع تواصلهم لخدمة حزبهم وأجندته الدولية ليس إلا،

نعم أملك الشجاعة لمراجعة كل قناعاتى عن حقيقة المحارق والمجازر التى جرت أيام الثورة، وأعداد ضحاياها والأيادى التى اقترفتها، بعد أن انكشفت مصداقية كل الأبواق التى كانت تعبر عن ذلك، وشاهدنا بأم العين فبركتها وانحيازها، بعد أن شاهدنا ذات الدموع وذات المقاطع تتنقل من دولة لأخرى، فشهيد العراق يعود ليكون هو ذاته فى اليمن ثم فى مصر وهكذا، لا ننزه النظام السابق فجرائمه وفساده ليسا محلا للتشكيك، لكن تجار الثورات ليسوا أكثر نزاهة ومصداقية،

نعم لا أخجل أن اعترف أن الزمن لو عاد سنناصر الثورة وننحاز لها، وحين ينضم لها شركاء النظام السابق فى الفساد والحرب لن نملك سوى أن نكمل، لأننا لم نخطئ حين ثورنا ولم نكن نملك ومازلنا نفتقد آليات القوة على الأرض لنفرض إرادتنا، فلم يبن لنا النظام السابق مؤسسات دولة ولا جيشا وطنيا ولم يورثنا دولة أصلا، لذا سلم الوطن لقمة سائغة للعمائم بكل ايديولوجياتها الرجعية، قبلية أو أصولية. 

نعم ترددت كثيرا فى كتابة هذه الكلمات حتى لا يتصيدها أعداء الثورة من النظام السابق الذين لطالما وصفوا الثورة بالضلال والثوار بالمضللين وبالمندسين والأجندات، لكن وجود البعض ممن وصفوا بأنهم رموز الثورة ونجومها، ممن لم أعد أشك بالفعل بأنهم لا يقلون انتهازية وقبحًا عن أعداء الثورة، والذين باتوا بالفعل الخطر الأكبر، يجعلنا نتشجع لهذا التصريح، على الأقل لننزه أنفسنا والكثير من شباب الثورة الذين لم يكن ولاؤهم إلا للوطن، أما النظام السابق فلم يعد سوى ماض، وليس من الشجاعة سحل الأموات.

نعم أعلم بأننى سأغضب الجميع من كل شكل ولون، وكان يمكن أن أتجاهل التصريح واستمر، لكننى لو صمت سأبقى ساخطة على نفسى أنعتها بالجبن، فهناك حقائق ومعطيات لا يمكن تجاهلها،

نعم الجميع بحاجة لجملة اعترافات ليتطهر، فعدو عدوى ليس بالضرورة أن يكون صديقى.

نعم لسنا رعاة سلاح ولا توازنات ولا أجندات ولا عشائر تنتصر لنا، لكننا نملك إيمانا حقيقيا بقضيتنا وحبا وحلما كبيرا صادقا للوطن يجعلنا نملك الشجاعة لكل هذا وأكثر،

 

باحثة وأكاديمية يمنية

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات