عدن.. بوابة التغيير والانتصار للثورة - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:32 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عدن.. بوابة التغيير والانتصار للثورة

نشر فى : الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 9:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 17 أكتوبر 2011 - 9:50 ص

تحل الذكرى الثامنة والأربعون لثورة 14 أكتوبر المباركة، التى انطلقت من جبال ردفان فى جنوب اليمن، الجنوب العربى ضد الاستعمار الأجنبى، ولها هذا العام نكهة خاصة كما هو حال كل شىء فى اليمن اليوم بعد الانتفاضة على النظام الأسرى وأزلامه. ففى هذا العام لا شىء يعلو فوق صوت المناسبة وذكراها واحتشاد أبنائها للتذكير بقضيتهم وحقهم فى العدالة، بخلاف ما جرت عليه العادة فى الأعوام السابقة من اختزال المناسبة للتذكير بإنجازات صالح، ونسبة كل الفضائل والمناسبات إليه، ولا ندرى ما علاقته أصلا بثورة 14 أكتوبر، التى شرد أبناءها وأهانهم، وفرض على أكثر من 70 ألفا من كبار عسكريها المخضرمين الإقامة الجبرية والتقاعد الإجبارى المبكر، بالإضافة إلى أكثر من 400 ألف موظف يمنى من أبناء المحافظات الجنوبية سرحوا من وظائفهم وعوملوا بمبدأ «خليك بالبيت»، وقائمة التعديات والتجاوزات طويلة.

 

14 أكتوبر هو قاسم مشترك فى تسمية جمعتى النظام والثوار على السواء، فقد أطلق النظام على هذه الجمعة الوفاء لثورة 14 أكتوبر، ويا له من وفاء. كما دعا الثوار جميع اليمنيين للاحتشاد بالملايين للاحتفاء بالذكرى، وتبقى عدن هى العروس التى تتزين فى هذا اليوم، يقصدها الملايين يخطبون ودها، لكن هيهات والعروس حزين ولازالت تتجرع كؤوس المرار، فلم ينتصف لها أحد بعد. كل ما قيل ويقال عن القضية الجنوبية لا يخرج عن إطار المزايدات والشعارات، فى حين أن الثورة اليمنية العادلة لن تنجز على الوجه الأكمل، حتى يقر الجميع يقينا بمدى الظلم الذى وقع على الجنوبيين طوال الحقبة الماضية، وحجم الجرح الغائر فى نفوسهم، والإسراع بخطوات عملية لإصلاح هذا الخلل دون تردد ودون التمسك بالمصالح الشخصية والحسابات الضيقة، هذا هو الانتصار الحقيقى للجنوب والوحدة معا، لا بد أن يتيقن من اعتاد على أخذ كل شىء أنه مضطر الآن أن يرضى بالقليل، وإلا فسيخسرون كل مكتسباتهم، والحقيقة ألا شىء يعدل خسارة الوطن.

 

هناك من يرى أن تؤجل جميع القضايا الشائكة بما فيها قضية الجنوب والحوثيين والدولة المدنية إلى ما بعد إنجاز الخطوة الأخيرة للثورة، أى الدخول إلى القصر الجمهورى، والانتهاء من نظام صالح تماما، ربما كان مثل هذا الكلام يجد مشروعيته فى الأيام الأولى من الثورة، لكن بعد أن امتدت الآن إلى قرابة الثمانية أشهر وقد تشكل خلالها مجلس وطنى انتقالى، لابد أن يكون هناك برنامج سياسى واضح يطمئن الجميع بأن قضاياهم لن تسوف فيما بعد فى جلسات الحوار الممتدة.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات