الثورة اليمنية.. فلاش باك - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:26 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الثورة اليمنية.. فلاش باك

نشر فى : الإثنين 18 فبراير 2013 - 9:20 ص | آخر تحديث : الإثنين 18 فبراير 2013 - 9:20 ص

عامان على الثورة هذا هو ما ذكرنا به قدوم 11 فبراير، لماذا ذكرنا به؟ لأننا طوال هذين العامين لم نستطع أن نلتقط أنفاسنا لنقيم أو نفعل أى شىء عدا الانخراط فى العمل الثورى، الذى أضحى عملا يوميا لكل مهتم، إما فى الساحات أو على مواقع التواصل الاجتماعى والمجالات الإعلامية التقليدية، أو على موائد التفاوض والندوات والمحاضرات، كل فى مجاله وبطريقته. شبابنا، اناث وذكور، يدافعون عن قضيتهم فى الداخل والخارج بإصرار، بعد أن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الثورة، قوة شبابية تحاول التقدم للأمام لتنفيذ المطالب التقدمية المشروعة، وقوى متعددة داخلية وخارجية تحاول الدفع باتجاهات مختلفة، بالقوة أحيانا وبالتحايل فى أحيان كثر.

 

•••

 

منذ عامين خرجت النواة الأولى من الثوار الحقيقيين محتفلين بتنحى الرئيس المصرى السابق، وفى الوقت ذاته رافعين شعار إسقاط النظام. كانوا يعون جيدا ما يطلبونه، إسقاط النظام بكل رموزه وزمرته وأساليبه وأدواته، قبل أن يختلط الحابل بالنابل وتنجرف الأمور بالشكل الذى يعرفه الجميع، استمرت الثورة قرابة العام بالعمر الزمنى الذى يحب أن يحسبها به أطراف المبادرة الخليجية ورعاتها، بينما يعتبر الشباب أن الثورة مازالت مستمرة، طالما أن الأهداف الأولية المشروعة لم تنجز بعد.

 

فى مثل هذه الأيام من العام المنصرم بدأ الانقسام يظهر جليا، البعض منهمك بالاستعدادات الحثيثة للاستفتاء الرئاسى وتكليف رئيس الوزراء بتشكيل حكومة الوفاق، والبعض مشغول بالاحتفال بذكرى انطلاقة الثورة، والبعض الآخر مازال مذهولا، غير مصدق ما آلت إليه الأمور، فهم لا يزالون غير موافقين على المبادرة التى كانت تمضى بطريقها، باتفاق الرموز السياسية الرسمية غير آبهة برفضهم، شاعرين فى الوقت نفسه أن الشارع ُسرِق منهم رويدا رويدا، فلا هذه المسيرات تمثلهم ولا شعاراتها تعبر عنهم. السمة الحزبية طبعت المسيرات بشكل واضح جلى لا يقبل التأويل، حينها شعرت هذه الفئة المتمثلة بشباب الثورة بأنه لم يعد من بد من التعامل مع الواقع ومحاولة تطويعه لتحقيق متطلبات الثورة،  ويستمر النضال.

 

وفى ذاك الوقت أيضا، كان عمل جردة تقييم لمرور عام على انطلاقة الثورة أمرا أكثر سهولة، برغم ما كان سائدا حينها من مبالغة فى الاحتفاء بالإنجازات من قبل من وصل إلى السلطة بفضل هذه الثورة، وبين إحباط عارم ساد لدى بعض الشباب والثوار. لكن بحكم القرب الزمنى، وتحقيق بعض ما ُأُفضِل أن أطلق عليه منجزات وليس إنجازات فى بعض الملفات التى بدت مستحيلة، تمكنت من إلقاء الضوء على بعضها، حتى لا نكون مجحفين بحق أنفسنا، وبحق من ضحى بعمره أو بأجزاء من جسده فداء لهذا الوطن ورفعته.

 

•••

 

مازلت مقتنعة بأن الكثير أنجز بفضل هذه التضحيات، وبفضل الإصرار والعزيمة التى لم تلن لشباب مازال مصرا على استكمال ثورته، برغم كل المحاولات التى تجرى لتشويهه أحيانا وتسفيه حماسه فى أحيان أخرى، وإظهاره بمظهر الجاهل بمجريات المعادلة الإقليمية والدولية والظروف والمعطيات وغير ذلك من المبررات الواهية، التى استخدمها النظام السابق وتنعاد على مسامعنا اليوم مجددا بأصوات أخرى.

 

أو من خلال بث الانقسام بين الشباب واحتواء البعض واستبعاد آخرين، أو الزج بأسماء بعض الشباب المسيس لصالحهم، ليمثلوا الثورة وشبابها فى أى محفل أرادوه، المقصود هو الإبقاء على الدور الشبابى كباقة زهور تزين برامج المتنفذين الحقيقيين ومخططاتهم، ثم ينظمون القصائد فى أهمية العنصر الشبابى.

 

•••

 

هؤلاء المسئولون لا يفهمون هذا الشباب الذى لا يفكر بمنطقهم، فالكراسى لديهم ليست هدفا، وإنما الوصول بالبلد ليمن الدولة المدنية المتقدمة، بما يضمن حياة كريمة للأجيال القادمة، لم لا؟ وهذا ليس المستحيل.

 

تماما كما أن مطالب أهالى الشهداء والجرحى ليس التعويض المادى والقصاص الجنائى، فلا ينبغى اختزال مطالبهم بالتعويض، وإلا لكانوا جلسوا فى بيوتهم ابتداء. هم خرجوا واعين لما ينتظرهم لأن هناك هدفا أسمى، تعويضهم يتمثل بتحقيق هذه الأهداف، والقصاص يكون بوقف الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان والحريات والحقوق الشخصية على يد أى نظام أو قطاع سواء أكان عسكريا أم مدنيا.

 

وصلت للنهاية قناعتى أن الطريق طويل وشاق، لكن ثورة التغيير انطلقت، ولن تتوقف

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات