من سلبيات الدوران فى فلك نظام فاسد - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:45 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من سلبيات الدوران فى فلك نظام فاسد

نشر فى : السبت 18 يونيو 2011 - 8:40 ص | آخر تحديث : السبت 18 يونيو 2011 - 8:40 ص

 جرائم الأنظمة الدكتاتورية فى إفساد الحياة السياسية فى بلادنا لا تنتهى ولن تنهى حتى بعد سقوط هذه الأنظمة المقيتة، التى يكفيها فخرا أنها أخرجت لنا من عباءتها هذا النوع من قوى المعارضة، التى لا تحيا إلا فى ظل وجود نظام دكتاتورى. وكل ما تدربت عليه من عمل سياسى هو مناكفة النظام ومقايضته، لاقتناص أى منصب أو هبة يتنازل لها عنه، أى النظام طائعا. وهذا يكفى جدا بالنسبة لها.

هذا المشهد تجلى بقوة مع هبوب نسيم الثورة على البلاد العربية، ففى الوقت الذى نسبت الأنظمة الحاكمة هذا الدور لقوى المعارضة الرئيسية فى البلاد، وهى تعلم أنه غير صحيح، لأن هذه القوى أضعف وأعجز بكثير من ذلك. جاء دور هذه القوى سلبيا إلى حد كبير، فهى لم تنظم للثورات إلا متأخرا. شهدنا هذا الأمر فى تونس أولا ثم فى مصر وأخيرا فى اليمن، وفى كل هذه البلاد لم تكن هذه القوى تفوت وسيلة للتفاوض مع النظام فوق وتحت الطاولة فى السر والعلن إلا وخاضت فيها. كما أنها لم تستنكف عن القبول بالحد الأدنى من مطالب الثورة. ولم تدخر وسعا لتأمين بقاء النظام مع إجراء بعض التعديلات البسيطة أو على الأقل ضمان خروج مشرف له. إن هذه القوى لم تضف للثورة مطلقا بل كان يمكن أن تجهز عليها.

فى اليمن رأى البعض أن الوضع مختلف مع وجود قيادات وطنية مخضرمة لها تاريخ نضالى طويل قبل أن يوجد هذا النظام، ويمارس رئيسه الحياة السياسية، لكن يبدو أن 33 سنة من العيش فى ظل هذا النظام قادرة على إفساد كل شىء. فى البداية كان تبرير هذه القوى لتفريطها ببعض مطالب الثورة الرئيسية بأنها تعمل وفق فن الممكن ومن منطلق خذ وطالب، وأنها تعى شروط اللعبة السياسية تماما، خاصة مع الخبرة الطويلة التى اكتسبتها فى التعامل مع النظام. ومع مرور أسبوعين على مغادرة صالح متنازلا عن صلاحياته لنائبه، لم يعد هناك أى عذر أو مبرر مقبول، فالصدمة والمفاجأة أخذت وقتها وأكثر، وكذلك الاتصالات والمشاورات مع قوى الداخل والخارج. ولم يعد هناك من مبرر مقبول سوى أن أجندة قوى المعارضة مع الأسف تختلف وأجندة الثورة والثوار، وأن ارتهان هذه القوى مع الأسف ليس لصالح الشرعية الثورية. وقد وصل التمادى منتهاه مبددا كل التبريرات التى حاولنا التماسها، مع مطالبة تكتل اللقاء المشترك وحلفائه شباب الساحات والقوى الثورية بوقف التصعيد، ولم يفهمونا لماذا، وما الوعود التى حصلوا عليها مقابل ذلك؟ وهل هناك حل يلوح فى الأفق فى هذه اللقاءات والاتصالات السرية التى يبدو أنها تجرى؟ وهل وقف التصعيد يكون من قبل الثوار فقط، فى حين تستمر ميليشيات النظام فى القتل والتدمير والاعتقال اليومى، أم أن المطلوب إيقاف اللعبة مؤقتا بانتظار الحلم بعودة صالح الذى اعتادوا ألا يلعبوا إلا فى وجوده.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات