دماء اليمنيين تستصرخ العالم - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

دماء اليمنيين تستصرخ العالم

نشر فى : الأربعاء 19 أكتوبر 2011 - 9:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 19 أكتوبر 2011 - 9:10 ص

نتعجب من بعض الأصوات التى تحسب نفسها على الثورة، وهى تطالب المتظاهرين بعدم تجاوز خطوط التماس، وكأنما كتب على صنعاء أن تقسم لقسمين، بحيث يحتشد اليمنيون الأحرار فى جانب بينما تبقى الأسرة الحاكمة وأتباعها يحكمون سيطرتهم على الجانب الآخر، والأعجب المنطق والحماسة التى يتكلمون بها من منطلق حرصهم على حقن دماء اليمنيين. هم يريدون أن يقنعوا الجميع طوال الوقت بأنهم أشد حرصا على الشهيد من نفسه، وهو الذى اتجه طائعا إلى ما بات يعرف بخط التماس ناقشا اسمه على صدره، حتى يتمكنوا من تمييز جثته من بين الجثث إن لقى حتفه بعد أن ودع والدته وزوجته وأولاده، هم جميعا يعلمون أنه قد لا يعود، لكن إصرارهم هو إما العيش فى يمن حر ليس ملكا لصالح وأسرته أو لتكن الشهادة. لكن هؤلاء المزايدين مصرون على أنهم الأكثر وعيا وحرصا، هؤلاء هم أنفسهم الذين قبلوا بنتائج الانتخابات المزيفة ولعلهم ارتضوا تقلد المناصب فى عهد الفساد، وربما لو سألوا قبل يوم من انطلاق الثورة عن رأيهم فى الخروج لاستنكروا ذلك متذرعين بذات الذرائع: حقن الدماء والعقل والحكمة، هم دائما المولون يوم تزحف جحافل الشجعان.

 

يسير الثوار وفق مخططهم التصعيدى للتوسع فى فرض سيطرتهم على ما تبقى من العاصمة سلميا، لذا يتجهون بالمسيرات إلى المناطق التى تتمركز فيها قوات النظام فى محاولة لاختراقها، كل هذا يتم وهم عزل من السلاح تماما، بل إنهم يرفضون أن تواكب المسيرة أيا من قوى الجيش المنضمة للثورة، فى حين تبادرهم قوات النظام بمختلف القذائف والأسلحة قبل أن تتحرك المسيرة باتجاه الهدف، ووسع النظام من بربريته أكثر بالعمل على مهاجمة المعتصمين فى الساحات، فى محاولة جاهدة لفض الاعتصام بأى ثمن. الأمر الذى يفسر ما تشهده صنعاء من نزيف متزايد للدماء، هذه الدماء التى لا تجد من ينتصر لها عربيا أو دوليا، فالجامعة العربية يبدو أنها لا تجد فيما تشهده اليمن من أحداث ما يستدعى البت بشأنه، بينما صالح طابت جروحه وعاد لخطابات الزهد فى السلطة المعتادة، التى سمعها الكون منذ ما يربو على سبعة أشهر وحفظها اليمنيون لأكثر من 30 عاما. لذا ارتأى اليمنيون ضرورة الخروج للعالم الذى يأبى الالتفات لهم بجديه، من هنا فقد قطعت المناضلة توكل كرمان زيارتها لقطر واتجهت إلى مقر الأمم المتحدة بالتنسيق مع مجموعات من الثوار، مقررين البدء باعتصام مفتوح حتى يعترف العالم بمدى إجرام هذا النظام الذى ينبغى أن يساق إلى المحاكم الدولية وتصادر الأملاك التى نهبها من دماء اليمنيين، لا أن يستمر العالم فى تدليله يوميا بالتأكيد على توفير الحصانة له بمجرد التنحى، ما كان جائزا منذ عدة أشهر لا محل له اليوم، بعد أن عمد اليمنيون ثورتهم بالدماء.

 

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات