فى أبين ضحايا النظام والقاعدة يقتلون مرتين - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:38 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى أبين ضحايا النظام والقاعدة يقتلون مرتين

نشر فى : الإثنين 20 يونيو 2011 - 9:01 ص | آخر تحديث : الإثنين 20 يونيو 2011 - 9:01 ص

 فى خضم التطورات السياسية والميدانية المتلاحقة فى اليمن سقط نازحو ولاجئو أبين من الذاكرة والاهتمام. وأبين هى محافظة يمنية عاصمتها زنجبار، وهي إحدى المحافظات التابعة لما كان يعرف بدولة اليمن الجنوبى سابقا، وربما لهذا السبب استهجنت واحتقرت كحال باقى المدن الجنوبية وسلمت لعناصر القاعدة بهذه الطريقة المكشوفة، مع انسحاب قوات النظام والحرس واختفاء المحافظ فجأة دون سابق إنذار أمام عدد محدود، بل ومحدود جدا من عناصر التنظيم المسلحون بأسلحة خفيفة، ليسيطروا خلال مدة قصيرة على كامل المحافظة فى غياب أية مقاومة تذكر.

الأمر لم يكن مفاجئا إذ أن الرئيس صالح في أحد خطاباته الشهيرة كان قد ذكر أبين ضمن مجموعة من المحافظات الجنوبية عددها بالاسم، معتبرا أنها ستنفصل عن البلاد إذا رحل النظام وستعلن فيها إمارات القاعدة، بالإضافة إلى محافظات لحج وشبوة وغيرها. ومن هول قدرة الرئيس الفذة على التبوؤ فإن هذه المحافظات بدأت بالتساقط الواحدة تلو الأخرى وفق نفس السيناريو مع المناوشات الدائرة هذه الأيام فى محافظة لحج. ولا نستطيع أن نفهم لماذا لا تنتشر عناصر هذا التنظيم الإرهابى سوى فى المحافظات الجنوبية إلا فى ضوء التحليلات والآراء التى تنسب صناعة التنظيم وتغذيته فى اليمن إلى أجهزة النظام.

ومنذ ذاك الحين والمحافظة تشهد قصفا عنيفا يطال الأهالى فى عقاب جماعى، بالإضافة إلى المواجهات المسلحة بين القوات النظامية عناصر التنظيم الإرهابى التى باتت اليوم مسلحة بالأسلحة الثقيلة التى غنمتها من تسليم المعسكرات إليهم بعدها وعتادها، فى حين تشير المصادر إلى أن الهجمات الجوية تشارك فيها طائرات أمريكية إن لم تكن تقوم بها منفردة.

ويغيب الاهتمام المحلى والعالمى بالمطلق عن سكان المحافظة الذين يعانون ظروفا إنسانية مريعة مع انقطاع المياه والكهرباء ونقص الإمدادات الغذائية واستمرار القصف العنيف الذى يطال بيوتهم وممتلكاتهم. أما مأساة النازحين فحدث ولا حرج، حيث نزح الآلاف من سكان المحافظة باتجاه المجهول، فلم يجدوا من يستقبلهم واستسلموا للعراء قبل أن يتم إيوائهم فى بعض مدارس مدينة عدن غير المجهزة أساسا لاستقبال الطلاب ناهيك عن أسر النازحين. كما أن كل المساعدات التى تقدم لهم هى نتاج الأعمال التطوعية من قبل شباب التغيير والسكان المحليين والأعمال الخيرية مع غياب شبه كامل لدور الجهات الحكومية والمجالس المحلية والمنظمات المعنية.

فى أبين مأساة إنسانية بكل المقاييس سواء لمن بقى منهم أو من نزح، لكن يبدو أن البشر فى أبين واليمن لا قيمة ولا بواكى لهم.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات