"حكايات نساء في زمن الوباء.. من ملفات مؤسسة قضايا المرأة"
أنا بقى استغنيت عن كل حاجاتى الشخصية حتى علبة الفوط الصحية «الألويز» مبقتش أشتريها خلاص، وبقيت أستخدم بدالها حتت قماش قديمة من عندى، آه مش قادرة اتعود عليها لأنى عمرى ما كنت بستخدم قماش قبل كده لكن معنديش حل تانى لأننا بنعيش ظروف عمرنا ما مرينا بيها قبل كده وببدى عيالى وجوزى عنى لما بيحتاجوا حاجة.
وبالنسبة للأكل، فى حاجات مبقتش تدخل بيتنا زى الفاكهة وأى حاجة حلوة، واستغنينا عن اللحمة والفراخ وبقيت بعمل بدالها كشرى أو عدس أصفر وبطاطس محمرة.
الدنيا بقت صعبة أوى بعد ما مشوا جوزى من المصنع اللى بيشتغل فيه ترزى بسبب كورونا وكل حاجة اتقلبت على دماغنا بعد ما كنا مستورين، ده غير إن جوزى مريض قلب ومركب 6 دعامات وحالته اتدهورت ولازم يعمل عملية قلب مفتوح، عشان كده أكتر حاجة مهمة بالنسبالى هو العلاج بتاعه فبحاول أستلف عشان أعرف أجيبه، بس لحد إمتى هفضل أستلف ودلوقتى علينا ديون كتير وخصوصا كمان إننا قاعدين فى شقة إيجار ولازم ندفع عشان نفضل موجودين فيها، ده حتى بحث ابنى الصغير مش عارفين نعمله ومش عارفة أشحن كارت نت.
والله الواحد أعصابه تعبت، كل حاجة بسبب كورونا بقت سلبية ودايما خايفة وقلقانة، قبل كورونا كنا بنقعد مع بعض لما جوزى يرجع من الشغل وكانت القعدة بتهون علينا الدنيا، لكن دلوقتى أيوه طول اليوم فى البيت بس مبنقعدش مع بعض كل واحد من ولادى بقى قاعد فى جنب بعيد عن التانى مكتئبين ومخنوقين لأنهم مبيقدروش يطلبوا مصاريف علشان الظروف اللى إحنا فيها.
وأنا بقيت طول الوقت بنضف فى البيت وبحضر الأكل وطبعا العبء بقى كتير عليا خاصة لأنهم قاعدين طول الوقت، وابنى الكبير مبيرضاش يساعد معايا فى أى حاجة من شغل البيت لأنه شايف أن عيب يعمل كده وبيقولى ده مش اختصاصه لأنه شغل ستات وهو راجل وكرامته متسمحلوش، ومش عارفة أعمل معاه إيه.
نفسى أصحاب المصانع يعوضوا الناس حتى ولو بجزء بسيط شهريا، ويطلعوا من اللى على قلوبهم شوية يساعدوهم فى الظروف اللى هما فيها على الأقل يعرفوا يجيبوا أكل وشرب.
والمفروض يرحمونا من الفواتير بتاعت الكهربا والمية والغاز لأن مفيش شغل ولا فلوس، وياريت حد يراقب على الأسعار فى السوق لأن كل واحد بيبيع بمزاجه وبيستغلوا الناس الغلابة، وربنا يرحمنا من عنده.