الاستقواء الرئاسى بالخارج - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:28 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاستقواء الرئاسى بالخارج

نشر فى : الإثنين 21 نوفمبر 2011 - 10:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 21 نوفمبر 2011 - 10:00 ص

بعدما يزيد على 9 أشهر من عمر الثورة اليمنية والتى أعلن صالح فيها ومنذ اليوم الأول ــ بخلاف كل الزعماء الآخرين ــ استعداده للرحيل الفورى وتسليم السلطة، ثم ما لبث أن وضع العراقيل تباعا، الأمر الذى أطال فترة وجوده حتى الآن، وعلينا أن نعترف شئنا أم أبينا أن الرجل نجح حتى الآن فى تحقيق مآربه، لكن هذا ليس بفضل دهائه الفذ وقدرته على المراوغة والنكث بالعهود فحسب، حيث إن كل هذه الألاعيب كانت مكشوفة للثوار والمعارضة على حد سواء منذ البدء، وهم الذين لطالما اكتووا بنارها، لكن يبقى الدعم الخارجى وغض الطرف والتساهل مع صالح هو سيد الموقف، بخلاف التعامل الدولى والعربى الحالى مع نظام الأسد فى سوريا أو ما كان عليه الحال مع نظام أسرة القذافى إن جاز التعبير. لن نتحدث هنا عن تقصير الجامعة العربية وتجاهلها للنظر فى ملف الثورة اليمنية حتى الآن أو تأخر الأمم المتحدة فى نظر القضية اليمنية، فقد بات من قبيل التكرار الممل الحديث عن أن العرب والعالم يرون فى المبادرة الخليجية حلا سليما، لكن نريد أن نعرف لماذا المبادرة الخليجية وحدها لا سقف زمنى لها، لماذا تبقى متاحة كمخرج لصالح بلا زمن ووقتما أراد؟ لقد رأى العالم كيف أن الجامعة العربية كلما أصدرت قرارا بحق سوريا بغض النظر عن مدى فاعليته، يكون القرار مربوطا بمهلة ممنوحة للجانب السورى للرد عليها، ومن ثم تقييم مدى جدية استجابته خلال فترة محددة أيضا، الأمر نفسه ينسحب على قرارات حلف الناتو بشأن ليبيا، لكن فى اليمن يبقى الأمر رهنا بإرادة صالح وخارج التقييم الزمنى والموضوعى.

 

الرجل يعترف صراحة فى اجتماعاته بحزبه وبمؤيديه بأنه لن يتنحى ولن يتنازل عن السلطة بخلاف كل أحاديثه الإعلامية، كان آخرها خطابا وجهه إلى جنود معسكر اللواء الرابع حرس جمهورى أثناء زيارته للمعسكر، وكان فى استقباله هناك نجله أحمد قائد القوات، حيث لمح صالح صراحة بأنه إن تخلى عن السلطة فإنه سيتخلى عنها لقوات الحرس الجمهورى الذين قال لهم: «إن تخلينا عن السلطة فأنتم السلطة.. أنتم السلطة وأنتم صمام أمان الثورة»، هذا الرجل الذى لطالما تشدق بالديمقراطية يعترف صراحة بأن العسكر هم السلطة، وهذا العسكر ليس الجيش اليمنى وإنما قوات الحرس العائلى بقيادة نجله، ولا يمكن تفسير تصريحه إلا بأحد أمرين، إما أن الرجل فلن يتنازل عن السلطة إلا لابنه أحمد أو أنه مجددا يهدد بالحرب، فإن تنازل هو بإرادته عن السلطة فسيكون أمام الشعب الثائر مواجهة القوات الخاصة والحرس الجمهورى.

 

على الجانب الآخر وفى ساحة التغيير كان الثوار يستقبلون المزيد والمزيد من أفراد قوات الحرس الجمهورى والقوات الخاصة والأمن المركزى الذين أعلنوا انشقاقهم عن قوات صالح وانضمامهم إلى الجيش المؤيد للثورة، فإذا كان رهان صالح هو على هذه القوات فحتما سيخسر ففى كل يوم يفقد المزيد منهم، أما استمراره فى الاستقواء على شعبه بالخارج فلن يستمر إلى ما لا نهاية، الغريب أنه فى كل الدنيا يُعتب على الشعوب المقهورة إن طلبت المعونة والمدد الخارجى وتتهم بالاستقواء بالخارج، فى اليمن النظام وحده من يفعل ذلك.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات