تداعيات تزايد النفوذ الصينى فى القارة السمراء على المصالح الأمريكية - من الفضاء الإلكتروني «مدونات» - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 1:44 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تداعيات تزايد النفوذ الصينى فى القارة السمراء على المصالح الأمريكية

نشر فى : الخميس 23 أغسطس 2018 - 9:40 م | آخر تحديث : الخميس 23 أغسطس 2018 - 9:40 م

نشر موقع The national interest مدونة للكاتب Kris Osborn يتناول فيها تصاعد النفوذ الصينى فى القارة الإفريقية وتأثير ذلك ومخاطره على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى القارة السمراء.

هناك العديد من التقارير التى تثبت تصاعد النفوذ الصينى فى إفريقيا والتغلغل السياسى والاقتصادى والعسكرى الصينى فى القارة. وهو ما دفع البنتاجون ــ وزارة الدفاع الأمريكية ــ ووزارة الخارجية الأمريكية إلى تجديد وتعزيز التزامهم بأمن القارة. وجاء ذلك بعد إنشاء الصين قاعدة عسكرية فى جيبوتى على الساحل العام الماضى، ومحاولتها لزيادة نفوذها السياسى والعسكرى فى المنطقة وهو ما أثار قلقا كبيرا بين المسئولين الأمريكيين بسبب تزايد التدخل الصينى فى المنطقة.

وصرح مسئول فى وزارة الخارحية الأمريكية لـWarrior Maven Global Security قائلا أن «جيبوتى هى شريك استراتيجى ورئيسى للولايات المتحدة فى المنطقة كما أنها تستضيف معسكر «ليمونييه» وهى الدولة الوحيدة فى إفريقيا التى تستضيف قوات دائمة من الجيش الأمريكى منذ عام 2003. كما أن جيبوتى ملتزمة بضمان متابعة مصالحنا المشتركة فى المنطقة».

ووفقا لقادة كبار فى الولايات المتحدة وتقارير مستقلة صادرة عن مراكز الأبحاث الأمريكية، فإن الوجود العسكرى الصينى المتسارع يهدف إلى تعزيز النفوذ السياسى والاقتصادى. ويضيف المسئولون أن هذه الظاهرة ــ تصاعد النفوذ الصينى فى المنطقة ــ يقوض بالفعل الوجود الأمريكى ويؤثر بشكل كبير على المؤسسات السياسية والاستراتيجية الأمريكية ومصالحها داخل القارة.

***

وأضاف الجنرال «توماس والدهاوزر» قائد القوات الأمريكية فى إفريقيا فى وقت سابق من هذا العام أن بكين تدين الحكومة الجيبوتية بما يقرب من 1.5 مليار دولار .لدينا مصلحة إستراتيجية هناك، وقد بنى الصينيون قاعدة عسكرية فى أفريقيا. لذا، من المهم أن نتواجد هناك.. بالفعل نحن موجودون ولكن لابد من الحفاظ على هذا الوجود، كما أن الشعب الإفريقى يرى التزامنا بكل رغباته ومصالحه، كما صرح والدهاوزر أمام لجنة القوات المسلحة فى مجلس النواب فى مارس الماضى قائلا: «إن القارة الإفريقية هى جديره بالاهتمام للغاية لأنها، أولا وقبل كل شىء، بها ثروات هائلة من المعادن والموارد الطبيعية تشترك فيها كل دول القارة.

كما أنه على نحو متزايد يأخذ تدخل الصينيين اتجاه عسكريا ثابتا، ففى تقرير صدر عن «المركز الإفريقى للدراسات الاستراتيجية» عام 2017 يؤكد ــ بما يثير القلق ــ على أن التحركات الصينية لا تأتى فقط من أجل الحصول على الموارد الطبيعية من القارة الإفريقية واستغلالها، بل يشير أيضا إلى أن الصين فى عام 2015 كانت ثانى أكبر مزود للأسلحة فى إفريقيا تسبقها روسيا فى المرتبة الأولى. وقد أوضح والدهاوزر لنواب الكونجرس أيضا أن العمليات العسكرية الصينية فى جيبوتى تهدد الأنشطة العسكرية الأمريكية. وأضاف أنه «إذا تولى الصينيون إدارة هذا الميناء، فذلك سوف يسبب قلقا كبيرا للولايات المتحدة حيث أنه قد تضع الصين قيودا تحد من قدرتنا على استخدامه». «علاوة على ذلك، تأتى سفننا البحرية من وإلى الميناء للتزود بالوقود. وقد يتم عرقلة ذلك إذا استولت الصين عليه لذا من المهم أن نراقب ذلك جيدا». وتحدد المراكز البحثية المتخصصة فى الشئون الإفريقية بشكل أكبر النطاق السريع للتدخل الصينى فى إفريقيا، والذى يشكل أكثر من 80 فى المائة من صادراته السنوية من النفط الخام والمواد الخام والموارد الطبيعية من المنطقة والبالغة 93 مليار دولار. ويضيف التقرير أن بكين تدير نحو 2500 مشروع تطوير وأعمال مدنية ومشاريع إنشائية بقيمة 94 بليون دولار فى 51 دولة إفريقية.

ويضيف الكاتب أنه فى عام 2009، تجاوزت الصين الولايات المتحدة كأكبر شريك تجارى لأفريقيا، وبحلول عام 2015، بلغت تجارة الصين مع أفريقيا ما يقرب من 300 مليار دولار.

إن التدخل الصينى فى أفريقيا يؤثر بشكل كبير على المصالح الاستراتيجية الأمريكية ويمتد هذا التأثير إلى العديد من القضايا الاستراتيجية الملحة. حيث يقوم ما يقرب من 6500 جندى أمريكى فى أفريقيا بتدريب القوات المحلية، ويقومون بمجموعة من مهام مكافحة الإرهاب ويسعون إلى ضمان أمن الولايات المتحدة فى ظل حالة عدم الاستقرار فى المنطقة، ومحاولة إيقاف التهديدات الإرهابية.

***

ويأتى تخوف الولايات المتحدة من هذا التحول التدريجى العميق فى الإستراتيجية الصينية تجاه أفريقيا، كما أن الصين تعمل على نشر النموذج الخاص بها بما يمثل تقويضا وتهديدا للديمقراطية من خلال التحرك نحو الحكم الاستبدادى المركزى فى الدول المضيفة، كما أنها تؤكد فى نفس الوقت على مبادئ السوق والنمو الاقتصادى. ومن ثم فإن التأثير الأمريكى الناجح على إفريقيا خلال سنوات الحرب الباردة أصبح يتآكل بشكل ممنهج..

ويضيف الكاتب أنه وفقا لمقال نشر بعنوان «التوغل الصينى فى أفريقيا وتداعياته» يوضح أنه يبدو الآن أن الدول الأفريقية ترى أنها يجب عليها رفض النظام الغربى بكل قيوده وشروطه الصعبة وأن تتبع النموذج التنموى الصينى الأكثر حرية، وتعمل على تحقيق النمو الاقتصادى أولا وتؤجل الإصلاحات السياسية حتى وقت لاحق. وقد بدأ هذا التغيير فى النهج يقوض جهود الغرب التنموية فى أفريقيا.

وختاما يضيف الكاتب أنه من المؤكد أن تحركات الصين فى أفريقيا تتماشى مع استراتيجيتها التوسعية الواضحة والتى تنطوى على التحول الدراماتيكى من العمل كقوة إقليمية مهيمنة ــ إلى العمل من أجل أن تصبح قوة دولية كبرى. وتتماشى هذه التحركات مع عقيدة» المهمات التاريخية الجديدة »، التى تدعو إلى إمكانية التدخل السريع لحماية المصالح الصينية المتنامية فى القارة، والحفاظ على وجود بحرى فى غرب المحيط الهندى، وحماية سفنها التجارية من القرصنة، ودعم المشاركة المتنامية للصين فى بعثات الأمم المتحدة فى أفريقيا.

إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسي

النص الأصلى

التعليقات