الرقص على جماجم الشهـــــداء - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرقص على جماجم الشهـــــداء

نشر فى : الإثنين 27 فبراير 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 27 فبراير 2012 - 8:00 ص

استيقظنا جميعا فى صبيحة يوم 21 فبراير بشعور استثنائى كل شىء كان مختلفا ومميزا، صحيح أن هذا ليس كل ما كنا ننشده لكننا ووفق الأمر الواقع بدأنا مرحلة جديدة يمن بلا على عبدالله صالح، وتبقى مرحلة لا يستهان بها فى طريق التغيير الطويل، خاصة بعد ما أبداه الرجل من تشبث مستميت بالسلطة حتى كاد البعض ييأس أن يأتى مثل هذا اليوم.

 

هاتفنى أصدقائى من الداخل ومنهم المتحمس للانتخاب وبعضهم مقاطع، الكل أجمع أن شعوره فى هذا اليوم مختلف وأن الطقس والمناخ كان يشارك اليمنيين احتفالاتهم بغلق هذا الملف، الجميع لديه رغبة جامحة فى التفاؤل وعزوف عن الإحباط واليأس.

 

لكن يبدو أن هناك من يستكثر على اليمنيين مثل هذا الشعور، فكلما شعروا بأنهم أنجزوا شيئا يذكرهم أنصار صالح بأنهم موجودون وبكامل قوتهم وأن لا شىء من صلاحياتهم قد سحب بعد، هذه هى القراءة الوحيدة التى أفهمها لفكرة التهديد بعودة الشبح والمقصود هنا صالح بالطبع، فكلما اقترب اليمنيون من إنجاز خطوة فى سبيل الاستقرار والبناء ذكروهم بالعودة.

 

منذ عدة أسابيع سرب أنصار صالح خبر عودته للمشاركة فى الانتخابات باستخفاف واحتقار لا متناهى لثورة هذا الشعب والتنازلات التى اضطر لقبولها على مضض، الأمر الذى استفز الثوار وأسر الشهداء والشعب اليمنى بسواده الأعظم، ثم سربت بعض وسائل الإعلام أن صالح عدل عن هذه الفكرة تحت ضغوط أمريكية، حتى لا تعرقل عودته سير العملية الانتخابية، لكنه سيعود بشكل أكيد بعد الانتخابات لحضور حفل تسليم السلطة للرئيس الجديد, يطل أنصار صالح بعد الانتخابات مجددا فى كل منبر ليؤكدوا أن هذا الحفل سيكون حفلا كبيرا ومميزا لأنه بالأساس حفل تكريم لصالح أو ربما قصدوا أنهم سيقيمون حفلا خاصا لتكريم رئيسهم السابق، أيا كان الوضع فإن العملية برمتها باتت أكثر من مقرفة ومقززة، فإلى متى ستظل الولايات المتحدة من لها وحدها القدرة على مخاطبة هذا الرجل والضغط عليه بالوكالة عن الدولة اليمنية ومؤسساتها، فهل لا تملك الدولة حتى الآن اتخاذ إجراءات بمنع عودة صالح، أو على الأقل عودته بهدوء دون استفزاز لمشاعر المواطنين، وإن كان البعض قد استوعب فكرة الحصانة وقبلها على مضض حقنا للدماء، فكيف يمكن فهم أو قبول فكرة بقاء صالح فوق كل شىء، وهل ستبقى الدولة مرتهنة للخارج كلما تعلق الأمر بصالح؟

 

الأمر الآخر هو ما يدور عن إقامة حفل تكريم للرجل فهذا والله أعجوبة الأعاجيب، هل ستسمح الدوله بتكريم من استرخص دماء اليمنيين وفتح الأجواء لقتلهم، عدا عن الشهداء والجرحى الذين سقطوا برصاص قواته قبل الثورة وبعدها، هل ستسكب له دماء الشهداء وتفرش له جماجمهم ليعبر عليها عوضا عن السجادة الحمراء؟ كيف ستخاطب الدولة أهالى الشهداء والجرحى، وبماذا ستبرر لهم هذا التهاون فى الأخذ بحقهم، إن كانت قد بررت قانون الحصانة بحقن الدماء فكيف ستمرر فكرة التكريم.

 

إن مجرد طرح مثل هذه الفكرة ولو على سبيل الاختبار يُعد بحق جريمة لا تغتفر وخيانة للوطن والثورة ولدماء الشهداء.  

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات