أشباح العودة أم عودة الأشباح - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:27 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أشباح العودة أم عودة الأشباح

نشر فى : الأربعاء 27 يوليه 2011 - 10:59 ص | آخر تحديث : الأربعاء 27 يوليه 2011 - 10:59 ص

 هناك من يريد أن يحصر اليمنيين فى التفكير والحديث عن عودة على صالح وتبادل التكهنات حول إمكانية هذه العودة من عدمها، فكل حديث يدور اليوم فى الأوساط اليمنية هو حول هذا المحور.

والحقيقة أن النظام كان قد أعلن مع مغادرة صالح صنعاء عن معاناة الرجل من بعض الخدوش البسيطة وأنه بصدد العودة خلال أيام قبل أن تمتد هذه الأيام إلى أسابيع ثم أشهر، وفى كل مرة يطل علينا شبح هذه العودة مجددا، فتارة يعلنون أنها ستكون فى 7 يوليو بالتزامن مع ذكرى احتلال الجنوب، ثم قيل فى 17 يوليو الموافق لذكرى وصول صالح إلى السلطة، وفى كل مرة لا يعود الرجل، هذا عدا ظهوره فى تسجيل مصور أشبه إلى الشبح منه إلى رئيس جمهورية مؤهل لممارسة صلاحياته الدستورية. وفى كل مرة تتأجل فيها العودة تنسب الأسباب إلى نصائح الأطباء، فى حين أننا على قناعة أنها ليست قضية نصائح طبية، وأن التأجيل وراءه فى الغالب عقلية سياسية ترصد الأحداث والتطورات على الأرض، وترتأى المصلحة فى تأجيل العودة، مصلحة النظام بالطبع.

واليوم يعود الحديث عن إمكانية عودة صالح فى منتصف أغسطس الموافق منتصف شهر رمضان، ولا ندرى هل الأطباء هم أيضا من حدد هذا الموعد لاقتناعهم باستقرار الحالة الصحية لصالح، كما يسرب إعلام النظام ومناصروه؟ أم السياسيون ممن كانوا قد ارتأوا أن خروج صالح خارج البلاد هو الحل الأفضل لتهدئة الأوضاع، ويبدوا أنهم الآن باتوا على قناعة أن هذا الخروج قد استنفد أغراضه، لذا اعتبروا أن منتصف شهر رمضان هو الموعد المناسب للعودة بعد أن يكون الصوم بالإضافة إلى الظروف السيئة التى يعانى منها الثوار أصلا قد أخذت منهم كل مأخذ، ناهيك عن انشغال عامة الشعب بتجهيزات العيد وما شابه، مما سيحول من وجهة نظرهم دون أى تحركات مناوئة يمكن أن ينظمها الثوار.

المهم فى كل هذا أن هذه العقليات لاتزال لا تقرأ توجهات الثوار والشعب اليمنى الذى سبق وأعلن مرارا أنه غير معنى بعودة صالح من عدمه، فماذا تعنى هذه العودة؟ وما المرعب فيها؟ ألم يكن صالح موجودا خلال أكثر من أربعة أشهر كاملة من عمر الثورة وفى عز قوته وسطوته، فما الذى استطاع أن ينجزه لإخماد الثورة، لقد فشلت كل محاولاته فى وأدها أوحتى جر البلاد للعنف، بل كانت الثورة أكثر استعارا فى وجوده، كونه ــ أى صالح ــ هو وقود الحماسة لهذه الثورة. فما الذى ستضيره عودة صالح ورجالاته إذن بعد أن أصبحوا مجرد أشباح، وفى الغالب لم يتبق منهم سوى ذات الحقد على الشعب والثورة والتمسك بالسلطة وأطلالها، ولسان حال الثوار والقبائل اليمينة يقول وإن عدتم عدنا وعجلة المقاومة ستستمر.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات