يمن بثلاثة رؤوس - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يمن بثلاثة رؤوس

نشر فى : الثلاثاء 27 ديسمبر 2011 - 9:05 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 27 ديسمبر 2011 - 9:05 ص

انفض مولد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بالإضافة إلى عقبة تشكيل حكومة الوفاق الوطنى وتشكيل اللجنة العسكرية، وكلها أمور واجهت من العثرات ماواجهت، لكنها أنجزت على أى حال، ربما لم يكن لحسن النوايا دور كبير فى تحقيق هذه الإنجازات، وإنما كان للضغط الإقليمى والدولى الحثيث الدور الرئيسى فى تحقيق ذلك، فهذه القوى مجمعة على أن ترك اليمن دون حل سياسى يمثل كارثة بكل المقاييس.

 

تشكلت حكومة الوفاق الوطنى بقيادة المعارضة ووُزِعت الوزارات مناصفة بما فيها الوزارات السيادية، وبالمقابل شكل نائب الرئيس القائم بأعمال الرئاسة اللجنة العسكرية، التى من أبرز مهامها رفع المظاهر المسلحة من الشوارع وإنهاء الانقسام الحادث فى الجيش وإعادة هيكلة الجيش والقوى الأمنية على أسس علمية وأكاديمية.

 

الحكومة تنتظرها صعوبات جسيمة يكفيها فقط أنها مضطرة على المدى القصير لإعادة الأمن والاستقرار وتوفير الغذاء والمشتقات النفطية والكهرباء وغيرها من الأساسيات التى عمل النظام خلال العشرة أشهر الماضية إلى معاقبة المواطنين من خلال التخريب المتعمد لأساسيات الحياة، عدا المهام طويلة المدى لإقامة دولة حقيقية وإصلاح ما أفسده النظام الراحل على مدى أكثر من 30 عاما.

 

المفارقة التى وضع فيها اليمن اليوم أن رئيس الوزراء خلال السنوات السابقة لم تكن له صلاحيات محددة واضحة بمعزل عن الرئيس الذى كان بيده مقاليد الأمر والنهى، فما هو الحال اليوم ورئيس الوزراء من فوقه نائب رئيس يمثل حزب النظام السابق، حيث إن على صالح لا يزال يحتفظ بموقعه كرئيس للحزب، ومن تحته نصف حكومة تمثل ذاك الحزب أيضا، حتى إن الحزب الحاكم لم يحسم موقفه من تحديد مرشحيه للحكومة إلا بتدخل على صالح الذى حسم الخلاف وحدد المرشحين. فكيف إذن للحكومة أن تنجز أعمالها وهى محاصرة بأناس كل همهم تعجيزها وإضعافها وإفقاد المواطنين الثقة بها.

 

وبالمقابل ستصطدم اللجنة العسكرية أيضا بمقاومة حقيقية من قبل أسرة صالح وزبانيته ممن لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يرتضوا القبول بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية التى تعنى المساس بمكتسباتهم. صحيح أن نائب الرئيس الآن فى موقف أقوى فهو مدعوم من المجتمع الدولى بأكمله، لكن من خلف الستار يبقى الشبح ذو الأذرع الطويلة المتحكمة بالقوى العسكرية والأمنية، هذا الشبح الذى من مصلحته ألا يرى يمنا بلاه، وألا ينعم اليمن واليمنيون بالاستقرار بعد أن لفظوه وطالبوه بالرحيل. اليمن لم ينجز المهمة بعد، فالقادم أصعب بكثير.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات