ميدان السبعين بلا جمعة..فهل حان وقت الرحيل؟ - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ميدان السبعين بلا جمعة..فهل حان وقت الرحيل؟

نشر فى : السبت 28 مايو 2011 - 10:11 ص | آخر تحديث : السبت 28 مايو 2011 - 10:11 ص

 أعلن النظام إلغاء تجمع أنصاره المعتاد الجمعة فى ميدان السبعين للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة دون إبداء الأسباب. مما يفتح الباب واسعا للتكهنات، خاصة أن النظام كان يعتبر هذا اللقاء منطلقا مهما فى حربه على الثورة. هناك من يرى أن أوراق الرئيس التى كان يفجرها فى كل جمعة قد نفدت، وهو الآن يبدأ بالحزمة الجديدة من الخيارات فى مسلسل تفجير الأوضاع عسكريا. وإن لم يكن نفاذ الحيل فمن المؤكد لديهم نفاذ المال الذى كان يشترى به حضور الجماهير.


وترجع المصادر المطلعة الأسباب إلى الخوف الحقيقى من البيان الذى أصدرته بعض القبائل بإهدار دم الرئيس بعد ارتكابه العيب الأسود فى العرف القبلى اليمنى تجاه وفد الوساطة. إذ كان الرئيس قد بعث بوفد وساطة من وجهاء القبائل اليمنية لإصلاح ذات البين بينه وبين الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ حاشد كبرى القبائل اليمنية. ولما كان الوفد فى منزل الشيخ باشرت القوات الحكومية والحرس الجمهورى بقصف المنزل، مما أدى لاستشهاد عدد منهم. من هنا فإن الرئيس وسع من دائرة تحامل القبائل عليه، وتوعدته هذه القبائل بمفاجأة حقيقية أعدتها له فى جمعة السبعين. وإن لم يكن كذلك فيكفى فى كل الأحوال الجزم بأن الرئيس ونظامه باتوا على قناعة بأن حجم الانصار الذين يعولون عليهم لتجمع السبعين ما كان ليتحقق فى كل الأحوال، فارتأوا أن الستر أفضل.

وإن كان الشعب اليمنى رأى الوجه الحقيقى لرئيسه من خلال خطب السبعين كما لم يره خلال 33 عاما، فهذا الرجل كان يعد دائما من على مختلف المنصات، فتأتى كل الوعود كاذبة، وعد بتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، فلم تعد البلاد تعرف الكهرباء لأكثر من 5 ساعات فى اليوم. ووعد بأنه لن يترشح للانتخابات 2006، وها نحن اليوم فى 2011 وما زال ما زال. والكثير من الوعود التى لم يتحقق منها شىء.

لكن الحال فى السبعين كان مختلفا، إذ كان صالح صادقا فى كل كلمة قالها هناك، أكد أنه سيواجه التحدى بالتحدى ويعنى مواجهة الشعب الثائر. وبرغم كل مناورات موقفه من المبادرة الخليجية، جاءت أفعاله مؤكدة على هذا التحدى. قال إن البلاد ستنجر إلى حرب أهلية، فبدأ بتفجيرها بالفعل وهذا ما ينويه، لولا تعقل القبائل وقياداتها. قال لأنصاره واجهوهم فى كل مكان فى الطرقات فى المدن فى العزل فى كل مكان، فبدأ مواجهاته بمنطقة الحصبة فى صنعاء.

الرئيس على صالح لم يكن جادا أبدا فى أى حديث عن نقل السلطة أو التنازل أو الرحيل، كما لم يكن يوما مستعدا للتضحية فى سبيل البلد والشعب. وهو مستعد اليوم للموت فى سبيل الكرسى، لكنه غير مستعد للتنازل عنه أبدا لصالح البلاد وأمنها واستقرارها.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات