الرحلة الأخيرة فى مهمة غامضة - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:39 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرحلة الأخيرة فى مهمة غامضة

نشر فى : السبت 29 أكتوبر 2011 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 29 أكتوبر 2011 - 8:00 ص

كانت الطائرة تخرج من مطار العاصمة ويقال من قاعدة الديلمى الجوية شمال صنعاء باتجاه قاعدة العند، القاعدة العسكرية الأكبر فى اليمن الواقعة إلى الشمال الشرقى من مدينة عدن، وفى الغالب كانت الطائرة بمن فيها على أهبة الاستعداد لقصف مواقع مدنية آمنة قبل أن تهوى حطاما، لتتكشف فضيحة جديدة للأنظمة الديكتاتورية التى حكمتنا لعقود، فقد كان على متن الطائرة مجموعة من الطيارين العسكريين السوريين، تراوحت تقديراتهم ما بين السبعة والأحد عشر ضابطا، بعضهم قضى نحبة، فى حين نقل الباقى إلى المستشفى للعلاج وهم فى حال الخطر.

 

البيان السورى اكتفى باعتبار هؤلاء الضباط السوريين مجرد تقنيين، دون أن يوضح المهمات التقنية التى يؤدونها فى اليمن فى ظل الظروف التى تشهدها اليمن وسوريا هذه الأيام، هل يسهمون فى إصلاح مولدات الكهرباء أم أنهم كانوا يشاركون فى إيصال المعونات للجرحى والمصابين؟ بينما أشار البيان الرسمى اليمنى إلى الحادث وكونه نتاج خلل فنى، دون أن يوضح لنا ما الذى يصنعه الضباط السوريون حاليا فى بلادنا، وهل يشاركون فى قتل أبناء شعبنا؟

أما الجيش المؤيد للثورة فقد كشف عن تفاصيل مهمة حول الحادث، معتبرا وجود الضباط السوريين الذين وصفهم بالمرتزقة حلقة فى مسلسل التنسيق بين نظامى صالح وبشار، خاصة مع تكرار الحديث عن رفض العديد من الضباط اليمنيين قصف شعبهم، أوضح البيان كذلك أن الحادث لم يكن عرضيا وإنما نتاج عملية فدائية نفذها الطيار اليمنى الذى كان قد أسر لزملائه قبل إقلاعه «إن هؤلاء المرتزقة لن يصلوا إلى العند، ولن يتحقق لهم مراد الاعتداء على أبناء الشعب»، ويبدو أنه وفى بوعده.

 

●●●

 

تردد كثيرا فى الآونة الأخير أن النظام اليمنى يستعين بمرتزقة عرب وأجانب لتنفيذ مخططاته للقضاء على الثورة، وقد ألقى الجيش الموالى للثورة من قبل القبض على عدد من القناصة اتضح أنهم يحملون الجنسية الصومالية، كما تلقى النظام منحا مالية من نظام القذافى مع انطلاق الثورة، والآن قضية الضباط السوريين باتت واضحة. يساورنى شعور مختلط بالفخر والأسى فى الوقت نفسه، فمن جهة أصبح واضحا مدى التخبط والعزلة التى يعيشها نظام صالح بمعزل عن شعبه وضباطه وعسكريه، لا سيما وأن التقارير العسكرية تشير إلى أن ضباط دفاع الجو اليمنيين يختارون بعناية وفقا لشروط الكلية والمهنة ممن يتصفون بالذكاء والالتزام، لذا فإنهم لن يقبلوا بضرب الشعب فى كل الأحوال، بخلاف العمليات الأرضية التى يمكن للنظام أن يستعين فى تنفيذها بالبلاطجة والمجرمين فى السجون، من هنا كان اتجاهه لطلب المدد من حلفاء الديكتاتورية. لكن كم هو صعب ومخزٍ أن نتخيل أن ضباطنا وطيارينا وقياداتنا كعرب عموما سواء فى سوريا أو اليمن تتعاون وتنسق لقمعنا ثم قتلنا، وكيف سيتلقى أهالى هؤلاء العسكريين السوريين الذين قضوا نحبهم فى اليمن خبر مقتلهم، فإذا كان النظام السورى يبرر مقتل العسكريين فى الداخل بأنهم كانوا يقومون بواجبهم فى مواجهة عصابات مسلحة مارقة، كما يحلوا له أن يسمى الثوار، فمن يواجهون فى اليمن؟ وأى إهانة سيمنى بها أهاليهم وقد تنكر النظام لصفتهم العسكرية واكتفى بوصفهم بالتقنيين، أى أنه جردهم حتى من نوطهم العسكرى بدل منحهم الأوسمة وقد قضوا نحبهم فى خدمته.

تبقى الإشارة إلى أن آخر المكالمات التى سجلها هاتف الثريا الذى وجد مع القذافى قبل مقتله كان من سوريا، فمن يا ترى كان يهاتف هناك؟ وهل كان ينتظر المدد أيضا؟

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات