الثورة اليمنية والبحث عن الضربة القاضية - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:29 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الثورة اليمنية والبحث عن الضربة القاضية

نشر فى : الإثنين 30 مايو 2011 - 9:46 ص | آخر تحديث : الإثنين 30 مايو 2011 - 9:46 ص

 كلما أقدم نظام صالح على خطوة ما للانقضاض على الثورة وإخمادها، قوبل بهزيمة قاسية تؤكد هشاشة النظام وعجزه، وتصمه أكثر وأكثر بالفشل. بداية كان النظام على ما يبدو يرى أن الحل هو استخدام العنف فى الوقت المناسب، أى أنه راهن على أهمية التوقيت مقارنة بالثورتين المصرية والتونسية اللتين استخدمتا العنف المفرط فى الوقت الضائع، كما يرى. بينما سارع القذافى فى اللجوء للعنف، فرأى صالح بدهائه المعهود الموازنة بين الحالتين. من هنا فإنه لم يتصد للاعتصامات مبكرا، وإنما سارع مباشرة لتجميع المؤيدين من أنصاره وتجهيز خيم اعتصام خاصة بهم. ليقابل الاعتصام بالاعتصام، ويواجه الجموع الرافضة بالمؤيدة، وكانت هذه الأولى.

وحين وجد أن السماح بالاعتصامات دون تهديد ووعيد ساعد فى تمددها وانتشارها، لجأ للحل الثانى باستخدام القتل، وسيلة لإثبات أن هذا النظام لن يهدد ويتوعد، ولن يعذب ويخيف، وإنما سيحصد الأرواح مباشرة، فكانت جمعة صنعاء الدامية التى راح ضحيتها أكثر من 52 شهيدا.

خسر النظام هذه المرة أكثر مما خسر فى السابق، فتسارعت الانسحابات والاستقالات من داخل حزبه ونظامه وأسرته وقواته المسلحة حتى سمى ذلك اليوم بيوم الهروب الكبير. كما تلقى سيلا من الانتقادات العربية والدولية التى عمل جاهدا على تفاديها. وفى هذه المرحلة كان النظام فى أضعف حالاته وبدا على حافة الانهيار، قبل أن يرسل مهرولا وزير خارجيته إلى المملكة السعودية طالبا النجدة والدعم، لكن هذه الخطوة لم تحقق ما كان يأمله صالح، فلم يأته الدعم الذى كان يطلبه للبقاء على رأس السلطة، وأقصى ما ضمنه له الخليجيون التكفل بخروج آمن ومشرف، وضمان عدم ملاحقته وأركان نظامه.

ولدت المبادرة الخليجية للتسوية فى اليمن فكانت الثالثة التى لعب عليها صالح لكسب المزيد من الوقت، وإعادة تموضعه والوصول لأنصاره واستعادة قدراته على تجميعهم وحشدهم. وعمل صالح من خلال المماطلة والتلاعب بالمبادرة على إظهار الثورة فى اليمن على أنها صراع مع خصومه من المعارضين. حتى حانت ساعة الحقيقة وكان المطلوب منه إما التوقيع أو الرفض، فسعى إلى تفجير الأوضاع أمنيا، فخسر ما تبقى من الحلفاء العرب والدوليين.

وختمها بالرابعة عبر الدخول فى مواجهة مسلحة مع أكبر القبائل اليمنية، وخلال يومين تساقطت معسكرات الحرس الجمهورى الأعلى تدريبا كتساقط أوراق الخريف، وخسر النظام 3 مروحيات، كما كان استسلام الجنود ــ الذين لا يملكون قضية تدفعهم للاستمرار وغير المستعدين للموت فى سبيل أسرة ــ سيد الموقف. وفقد النظام السيطرة على العديد من الوزارات والمقار السيادية.

فلما كان لقاء الجمعة اختفى الرئيس لأول مرة وسكت صوته المجلجل.. والسؤال هو: ماذا تبقى من النظام؟ ومن تبقى له؟ حتى أعتى المحقرين للنظام لم يكونوا يتوقعون أنه بهذه الهشاشة، على الأقل فى مجال قواته الخاصة التى كان يراهن عليها، ويتخوف منها الثوار.

والنتيجة أربعة وخمسة وعشرة صفر لصالح الثورة، ولم يبق سوى الضربة القاضية.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات