حكاية أرحب - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكاية أرحب

نشر فى : السبت 30 يوليه 2011 - 10:15 ص | آخر تحديث : السبت 30 يوليه 2011 - 10:15 ص

 منذ أكثر من شهرين ومديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء تتعرض لقصف يومى عنيف بمختلف أنواع الأسلحة التى لا ترحم من قبل قوات الحرس الجمهورى التى يرأسها أحمد نجل على عبدالله صالح، ويرى الخبراء أن حجم العنف والقصف الذى تعرضت له قبيلة أرحب خلال شهرين يفوق بكثير ما استخدمته قوات الحكومة والنظام فى حربها ضد القاعدة خلال سنوات، والسؤال الذى يطرح نفسه، لماذا أرحب؟

تعتبر أرحب مديرية تابعة لمحافظة العاصمة، تقع شمال صنعاء على بعد مئات الأمتار من مطارها الدولى، وقد أعلنت قبائل أرحب انضمامها للثورة منذ البداية، كما تصدت بقوة وبسالة لقوات الحرس الجمهورى التى كانت ترغب بالتقدم تجاه صنعاء لقمع الثورة ومهاجمة الثوار ونجحت فى ذلك، ومنذ ذاك الحين والمواجهات لا تهدأ والقصف لا يتوقف. ومؤخرا تمكنت قبيلة أرحب من السيطرة على معسكر الصمع بكامل عتاده العسكرى بعد مواجهات عنيفة دارت بين رجال القبائل وقوات الحرس الجمهورى، سمى المعسكر بهذا الاسم نسبة إلى جبل الصمع أحد أهم المواقع الاستراتيجية المطلة بشكل كامل على العاصمة، ويضم المعسكر ثلاثة ألوية لواء دفاع جوى ولواء مشاة جبلى وحرس جمهورى، ووفق التقديرات فإن حجم هذه القوة نسبة إلى قوات الحرس الجمهورى تبلغ 40%، وإذا أضفنا إلى ذلك ما يعلن يوميا من انشقاقات فردية وجماعية فى صفوف هذه القوات، حينها يعلم الجميع حجم ما تبقى من قوة لنظام صالح، لاسيما وأن هذه القوات تمثل النخبة التى يراهن عليها النظام وأزلامه فى القضاء على الثورة.

أرحب هذه المديرية الصابرة على مدى سنوات همشت خلالها وأهلها من أى تطور خدماتى، لم يشفع لها صبرها الطويل، بل أراد النظام أن تدفع ثمن خروجها وأهلها عليه غاليا، لكن السحر انقلب على الساحر.

فأرحب يبدو أنها استنزفت النظام ولا تزال بدرجة فاقت كل توقعاته. ثم يطالعنا وزير خارجية صالح بعد غيبة محذرا من أن الضغط على صالح للتنحى دون حوار يعنى الحرب الأهلية فى تهديد صريح وعلنى بأنهم لن يتركوا السلطة إلا بالحرب، إذن ما الذى يحدث حاليا فى أرحب وصعدة وتعز وأبين وباقى المحافظات، مع الأسف إنها نذر حربهم تستعر فى كل مكان

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات