أصداء الانتصارات الليبية على ثوار بلاد الحكمة - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:49 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أصداء الانتصارات الليبية على ثوار بلاد الحكمة

نشر فى : الأربعاء 31 أغسطس 2011 - 12:50 م | آخر تحديث : الأربعاء 31 أغسطس 2011 - 12:50 م

 عادت بشائر النصر لتهب علينا من الغرب مرة أخرى، فكما هب نسيم الربيع العربى من تونس أولا، ها هى بشائر النصر والدعم والتمكين تأتى هذه المرة من ليبيا، ليأتى الرد البليغ لكل المحبطين والمشككين؛ إن النصر مع الصبر، وإنما النصر صبر ساعة، فبمجرد تسرب الأنباء عن بدء الانتفاضة فى طرابلس عمت الأفراح جميع المحافظات اليمنية المنتفضة هى الأخرى سلميا منذ أكثر من 6 أشهر، وهى فى الحقيقة فرحتان، فرحة عروبية يشارك فيها اليمنيون إخوتهم الليبيين احتفالاتهم بالتحرر من الطاغية، بعد أن بذلوا فى سبيل ذلك كل غال. وفرحة يمنية خاصة استبشارا بأن ساعة الخلاص قد حانت، فقد بلورت التجربة الثورية الليبية بما لا يدع مجالا للشك أن النصر دائما للشعب إذا ما أراد وعزم.

وكما كان متوقعا فقد كان وقع التطورات الليبية الأخيرة على النظام اليمنى صاعقا، فالنظام كان يعول كثيرا على قدرة نظيره الليبى على القضاء على الثورة، وإيقاع أكبر خسائر بالثوار. ومنذ اندلاع الثورة فى البلدين، أوفد الرئيس صالح مبعوثا خاصا للقذافى، لم يكشف عن تفاصيل الزيارة وأهدافها، لكن اللافت أن الجمعة الدامية التى هاجم النظام اليمنى فيها ساحة الثوار بصنعاء، موقعا أكثر من 50 قتيلا، تمت بعد هذه الزيارة بأيام إن لم نقل ساعات. صدمة النظام وارتباكه نتيجة هذا الحدث تجلت فى تجاهل الإعلام اليمنى وعدم الإشارة من قريب أو بعيد لتقدم الثوار الليبيين وتحرير طرابلس، فى إصرار مستمر على تغييب المشاهد اليمنى عن العالم وما يدور فيه، وكأننا عدنا إلى عصر الإمامة التى كان يغلق فيها الإمام أسوار العاصمة صنعاء ويعزل من داخلها عن الخارج، فمن مازالوا يتابعون التليفزيون الرسمى هم بالتأكيد معزولون ومغيبون داخل أسوار الإمامة. ليس هذا فحسب بل إن اليمن لم تعترف حتى الآن بالمجلس الوطنى الانتقالى الليبى.

ورغم تفاعل الثوار اليمنيين مع الأحداث فى ليبيا ورؤيتهم لتأثيرها عليهم، كان لافتا موقف العديد من المواطنين العرب المتحمسين للثورة، حيث بدا أن الكثير منهم ليسوا على دراية بأن الثورة اليمنية لم تحسم بعد، وأن إخوتهم فى اليمن مازالوا يناضلون، وحين مازحت أحدهم بعد أن أمنت على دعائه، وهو مندمج فى الدعاء لثوار سوريا بالنصر على غرار ليبيا، «طب وادعى لليمن كمان»، كانت الإجابة «اليمن خلاص ربنا فرجها». السبب فى ذلك أن العديد من العامة، غير المراقبين بدقة للشأن اليمنى اعتقدوا أنه بمغادرة الرئيس صالح ورئيس وزرائه ورئيسى مجلسى الشعب والشورى ومعظم أعمدة النظام البلاد، فإن النظام قد سقط بالتأكيد، وهو رأى له وجاهته فى الحقيقية، لكن المفارقة أن الثوار الليبيين حرروا ليبيا بالكامل تقريبا والقذافى وأسرته وكبار قياداته لم يغادروا البلاد بعد، أو على الأقل هكذا يدعون.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات