حكاية مهندس كمبيوتر فقد بصره ويدرب المكفوفين على استخدام التكنولوجيا - بوابة الشروق
الأحد 15 سبتمبر 2024 3:08 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حكاية مهندس كمبيوتر فقد بصره ويدرب المكفوفين على استخدام التكنولوجيا


نشر في: الثلاثاء 3 سبتمبر 2024 - 10:32 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 3 سبتمبر 2024 - 10:32 ص

فقد البصر ولكنه لم يفقد البصيرة، الشاب محمود الشيخ صاحب الـ33 عامًا، ولد بمشكلة في عينه، أدت إلى ضعف وفقدان البصر تدريجيا حتى أصبح كفيفًا، ولكنه لم يستسلم للإعاقة أو التواكل على الآخرين بسببها، بل درس الشريعة الإسلامية والفقه حتى تخرج بتفوق من الأزهر الشريف، وحفظ القرآن الكريم كاملًا غيباً مع التجويد والإتقان للروايات المجاز بها، وأصبح إمامًا ومحفظًا للقرآن.


"مفيش حاجة هتقدر توقفك طول ما فيك نفس وتقدر تعتمد على نفسك"، كانت تلك العبارة هي مبدأ الشيخ الذي يدفعه لاستكمال الحياة، ناظرًا لها من جانب آخر مضئ رغم عتمة وضبابية الرؤية في عينه، متمسكًا بالأمل ومتحديًا بيئة العمل المحبطة التي تحصره في وظائف كان لا يرى نفسه فيها، ليقرر غزو عالم الكمبيوتر الذي لطالما شغف به كثيرًا.


ولم يكتف بالتفوق في الدورات التدريبية التي حصل عليها في مجال الحاسب الآلي، وإتقانه كل ما يخص "السوفت وير"، الذي ساعده كثيرًا في الاعتماد على نفسه وتثقيفها، ولما لا فمن خلاله أصبح مُطلعًا على العالم، ويستخدم الذكاء الاصطناعي ويوظفه ليساعده في التنقل وغيرها من المهام اليومية الأخرى، ونظرًا لشعوره بالمسئولية وحبه في نقل العلم قرر تدريب زملائه من المكفوفين، وتثقيفهم جيدًا في كل ما يتعلق ببرامج الكمبيوتر والموبايل الخاصة بهم، وعُين مسئول للـ IT ومعمل الكمبيوت، بإحدى الجمعيات الخاصة بالمكفوفين.


ثقة بلا حدود اكتسبها الشيخ، بعد تدريب وإعداد زملائه، وتأهيلهم للعمل على الكمبيوتر مثل المُبصرين، وقرر بدعم من الجمعية التي يعمل بها توثيق هذا التدريب وصقله بشهادة معتمدة، وبالفعل توصل إلى بروتوكول تعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، لاعتماد التدريبات التي يجريها داخل الجمعية بعد اختبار المتدربين، على حد قوله.


ورغم الصعوبات والتحديات التي تواجهه، مثل ارتفاع أسعار البرامج التي تساعد المكفوفين على التعامل مع الكمبيوتر من خلال القراءة الصوتية، والتي تنتجها شركات عالمية، لكنه يحاول دائمًا إيجاد البدائل: معلقًا: "الشخص المبصر بيشوف الحاجة وبيشاور عليها بالماوس، لكن إحنا بنشوفها عن طريق التعليق الصوتي، وعشان كده البرامج دي مهمة، ولكنها مش بتتوفر معظمها بشكل رسمي؛ بسبب ارتفاع أسعارها بتوصل لآلاف الجنيهات، والنسخ المقلدة منها متوفرة لكنها غير قانونية وتعرض المستخدمين لخطورة القرصنة والهاكرز".

-طموح لا يسع الأرض

ويتمنى الشيخ، الأب لطفلين معاذ وفاطمة، أن يتمكن جميع المكفوفين وضعاف البصر من الوصول إلى هذه البرامج بشكل رسمي عن طريق التراخيص، ليتمكنوا من عيش حياتهم وممارسة أعمالهم اليومية بشكل طبيعي دون قيود أو الاتكال على أحد، ويسعى بمساعدة زوجته وأسرته التي تدعمه دائمًا في الحصول على دورات تدريبية جديدة في مجال اللغة الإنجليزية والبرمجة رغم ارتفاع تكاليف الدراسة؛ لتحقيق حُلمه بأن يصبح مدربًا معتمدًا في هذا المجال، ويساعد زملائه في الدخول إلى العالم الافتراضي.


كما يطمح لأن يدرب المكفوفين داخل جامعة الأزهر؛ ليتمكن الطلاب من تعلم كل ما يخص الكمبيوتر، ليساعدهم على المذاكرة، وخاصة أيام الامتحانات بدلًا من الاستعانة بأشخاص تساعدهم في الإجابة على الأسئلة والكتابة بدلًا عنهم، من الممكن ألا يكونوا على دراية بشكل كامل باللغة العربية والتشكيل وكتابة الآيات القرآنية والأحاديث، ما يعرضهم لخسارة بعض الدرجات، وأيضًا لاستخدامه في حياتهم اليومية والعملية، إذ أنه أصبح لغة العصر الحديث، ولا تخلو وظيفة من استخدامه في الوقت الحالي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك