خطوات عملية لإنقاذ سوريا من الأسد اليائس - ديفيد جاردنر - بوابة الشروق
الجمعة 27 سبتمبر 2024 8:19 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطوات عملية لإنقاذ سوريا من الأسد اليائس

نشر فى : الأربعاء 8 مايو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 8 مايو 2013 - 8:00 ص

كتب ديفيد جاردنر محرر الشئون الدولية بجريدة الفاينانيشال تايمز مقالا بعنوان «خطوات عملية لإنقاذ سوريا من الأسد اليائس» يحلل فيه الكاتب استراتيجية الأسد الحالية فى مواجهة الأزمة السورية ويحاول تفسير سلوك النظام الأسدى فى التعامل مع الأزمة.

 

يقول الكاتب إن مواقف بشار الأسد تبدو مغالية فى الوقت الذى ينهار نظامه فيه، ففى الوقت الذى لم يتم التأكد فيه من إذا كان الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه أم لا، رأى عدد من المراقبين القريبين من النزاع فى سوريا أن الأسد استخدم هذه الأسلحة بشكل محدود ليجس نبض المجتمع الدولى.

 

فى السابق كان بشار الأسد يتراجع عندما كان يواجه تهديدا حقيقيا للسلطة مثله فى ذلك مثل والده الذى أورثه الحكم، لكن المعركة الحالية تعتبر بالنسبة لآل الأسد معركة حياة أو موت. وقد اتضح ذلك على مدى فترة طويلة من وحشية عشيرة الأسد فى تأكيد حقها فى الحكم واستعدادها لتحطيم سوريا وشعبها فى حالة عدم استيلائها عليهما، وبعثرة أجزائهما فى منطقة قابلة للاشتعال.

 

وإذا تجاهلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ما يبدو حتى الآن استخدام الأسد المحدود لغاز الأعصاب «سارين»، سوف يدفع النظام بالمزيد من القذائف الكيميائية إلى المعركة. ومن ناحية أخرى إذا بدا أن الخصوم الغربيين والعرب لنظام الأسد، يعتزمون التدخل بقوة أكثر، ربما يلجأ نظام الأسد للأسلحة الكيميائية كآخر خطوط المقاومة.

 

•••

 

ويرى جاردنر أنه لن تكون هناك حلول أكيدة للنزاع السورى، ولكن لا تزال هناك خيارات لتلك الحلول. وفى الوقت الذى يكون فيه التدخل الغربى أحد تلك الخيارات يطرح الكاتب السؤال التالى: لماذا يقبل النظام الأسدى هذه المخاطرة؟

 

يبدو أن الأسد يضع فى حساباته أن أوباما لا يرغب فى التورط فى حرب شرق أوسطية مرة أخرى، بالإضافة إلى الانقسامات الحالية فى مجلس الأمن، حيث يحظى الأسد بالمساندة الروسية الدائمة. ويضيف الكاتب أن وحشية النظام واستخدامه لغاز الأعصاب يشير إلى ما هو أكبر من مجرد تهور ناجم عن يأس فى الوقت الذى لا يثبت «الحل الأمنى» لنظام الأسد نجاحا.

 

ففى الفترة من اندلاع الأزمة وحتى الآن فقد الأسد سيطرته على نصف البلاد وهو يكافح الآن لتأمين منطقة وسط دمشق. وهناك تقارير تفيد بأن بشار يعتمد على الإيرانيين لحمايته بعد تفجير مجلس وزرائه المصغر فى يوليو الماضى.

 

ويضيف جاردنر أن رجال الأسد يستخدمون كل أسلحة ترسانتهم فى هجماتهم للمعارضين. ويرى أنهم توقفوا عن التفكير باعتبارهم دولة وصاروا يفكرون باعتبارهم ميليشيات ضخمة عليها أن تبقى الطريق مفتوحا عبر حمص إلى الساحل الشمالى الغربى، والمعقل الجبلى للعلويين الأقلية شبه الشيعية التى بنوا حولها دولتهم الأمنية.

 

•••

 

ويشرح المقال كيف أن النظام الأسدى لا يزال لديه فرقتان قوامهما الأساسى من الطائفة العلوية فى الوقت الذى لم يعد يثق النظام فى الجيش الرسمى. وطرح الكاتب سؤالا ليوضح ذلك وهو: (لماذا تستخدم قوة طيران جيدة التسليح طائرات مروحية لإسقاط براميل بترول مليئة بالمتفجرات على مناطق المتمردين؟) ويرى أن إجابة هذا السؤال تكمن فى تشكك القيادة السورية فى ولاء الطيارين الذين ينتمى معظمهم إلى الطائفة السنية.

 

ويضيف أن فى الفترة الحالية يتم إحلال شبكة قومية من الشيعة والأقليات الأخرى المزعجة من صعود المتشددين الإسلاميين محل الجيش فى خيار واضح «من ليس معنا فهو ضدنا». ونرى أيضا حركة حزب الله اللبنانية الشيعية المتحالفة مع إيران والنظام السورى تقاتل الآن جنبا إلى جنب مع ميليشيا الأسد لتطهير الممر الواصل بين حمص والحدود اللبنانية.

 

يقول جاردنر إنه فى حالة فشل كل هذه الأساليب قد يستخدم الأسد قذائف كيميائية لترويع السكان ودفعهم إلى إخلاء المنطقة حيث قال أحد زعماء القبائل العلوية الكبرى إن القوات الموالية بالقرب من حمص لديها أسلحة كيماوية وسوف تستخدمها.

 

•••

 

يدعو الكاتب الولايات المتحدة إلى التخلى عن سياسة المواربة، وروسيا عن سياسة القوة اللتين سمحتا بصعود تيار جهادى متطرف مرتبط بالقاعدة فى إشارة إلى جبهة النصرة. ويقول إن على الولايات المتحدة وأوروبا سرعة التحرك وتسليح المعارضة السورية لتكون قادرة على مواجهة مدرعات الأسد وطائراته، ومساعدتهم على إقامة حكومة فى المناطق المحررة. وتلك المساعدة تعنى فى نهاية المطاف تدمير سلاح الجو السورى والدفاعات الجوية، وربما تشكيل قوات خاصة لتأمين أو تدمير الترسانات الكيميائية للنظام.

 

ودعا الكاتب إلى هجوم مخابراتى واستخدام الأساليب التى تستخدم عادتا ضد الطغاة غير المعادين للولايات المتحدة ظاهريا مثل سلوبودان ميلوسيفيتش فى صربيا ومعمر القذافى فى ليبيا، وفى الجانب الآخر دعا المعارضة السورية ومؤيديها الدوليين إلى تقديم ضمانات ذات مصداقية بشأن أمن الأقليات ــ وخاصة إزاء السنة الجهاديين فى صفوف المتمردين.

 

وفى الختام أشار الكاتب إلى ضرورة التصدى لروسيا دبلوماسيا فيجب أن يكون استخدام الأسلحة الكيميائية خطا أحمر بالنسبة لمجلس الأمن وإلا فلن تكون هناك فائدة لوجوده.

التعليقات