ارحل.. فاتكم القطار - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 6:02 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ارحل.. فاتكم القطار

نشر فى : الأربعاء 16 نوفمبر 2011 - 10:10 ص | آخر تحديث : الأربعاء 16 نوفمبر 2011 - 10:10 ص

استبشر اليمنيون خيرا بالثورة التى كان من ضمن أهم منجزاتها حتى الآن، إيقاف سيل الخطابات الرئاسية المستمرة، التى حقق صالح رقما قياسيا من خلالها، ولم يتجاوزه أو لنقل اقترب منه سوى القذافى فى خطاباته المرتبطة بمغادرته معقله فى باب العزيزية. لم يكن التشابه فى عدد الخطابات فقط، وإنما من حيث التخبط والتضارب فى التصريحات أيضا. ومن ثم وبعد غياب محمود تنفس اليمنيون خلاله الصعداء، عاد صالح ليطل بحوار نتمنى أن يكون الأخير بصفته الرئاسية عبر قناة (فرانس24)، حوارا مكررا من حيث إعلانه الاستعداد الفورى للتنازل عن السلطة، وهو الأمر الذى بات يحفظه العالم عن ظهر قلب، ومن حيث قذف المعارضة بأبشع الأوصاف ونفى وجود ثورة شعبية واتهام الأحزاب بافتعال الأزمة. لكن هناك نقطتين فى الحوار تستدعيان تفنيدهما، الأولى إصرار صالح على أنه كان راغبا فى التخلى عن السلطة منذ عام 2005 وأنه اضطر للترشح مجددا تحت الضغوط، فى إشارة للتمثيلية السخيفة آنذاك، بإعلانه عدم الترشح ومن ثم إخراجه الجماهير المسبقة الدفع تطالبه بالعودة عن قراره، وتراجعه عن ذلك استجابة لهذا الضغط الشعبى الهائل كما صوره، لكن الغريب أن الأمر انتهى بتزوير نتائج الانتخابات عندما لم تأت فى صالحه، وفق التصريح الأخير للواء على محسن الأحمر حليفه فى حينها، الذى اعترف بأن نتائج الانتخابات ومنذ فرز الصناديق الأولى كانت تدل دلالة واضحةعلى تفوق مرشح المعارضة المرحوم المهندس بن شملان، وأن على صالح هدد بالدبابات والمدافع، ليس هذا الدليل الوحيد للرد على زيف صالح، يكفى أنه وقبيل أيام من اندلاع الثورة كان قاب قوسين أو أدنى من تعديل الدستور بما سيمح له بإعادة الترشح مدى الحياة دون تقيد بسن أو مدة، رغم كل الضغوطات للحيلولة دون ذلك.

 

الثانية، قال صالح إنه لا يرغب فى أن يكون هناك قذافى آخر فى المنطقة، وهو هنا بالتأكيد يشير إلى نهاية القذافى التى لا يتمناها أحد، ولم يكن يقصد ممارسات وأفعال القذافى التى عمل على استنساخها فى اليمن، فصالح أو القذافى الصغير كما يصر على تسميته الثوار، يشترك مع الأخير فى العديد من الأمور، إذ يأتى فى المرتبة الثانية بعد القذافى على مستوى الحكام العرب من حيث طول فترة حكمه التى بلغت 33 عاما كان راغبا فى مدها إلى ما شاء الله، وكان يمهد لحكم ابنه كما فعل القذافى، كما أوكل مهمة القوات الأمنية والحرس الجمهورى والخاص إلى أبنائه وأبناء أخيه تماما كما فعل القذافى بإنشاء الكتائب وعلى رأس كل كتيبة أحد أبنائه، سعى القذافى إلى مواجهة الثورة بكل قسوة وعنف ورفض أى فكرة للتنحى حقنا للدماء وتباهى بمواجهة الثوار الذين قذفهم بأفظع الألفاظ، الأمر الذى كرره ولا يزال صالح، متباهيا بتحديه الإرادة الشعبية وصموده فى وجهها، ادعى القذافى مرارا وتكرارا أنه لا يملك أى سلطة وإنما هو بمثابة مرشد أعلى أو رمز للثورة، وهو الأمر الذى لايزال صالح يصر عليه حتى بعد تنحيه، حيث يصر على بقائه رئيسا شرفيا فخريا حتى انتهاء مدة ولايته وربما أكثر.. وتبقى وحدها النهاية فى علم الغيب، صالح لا يريد نهاية مشابهة للقذافى ولا نحن، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات