التعطش لتصريحات مصدر مسئول - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
الخميس 4 يوليه 2024 5:53 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

التعطش لتصريحات مصدر مسئول

نشر فى : السبت 25 يونيو 2011 - 9:58 ص | آخر تحديث : السبت 25 يونيو 2011 - 9:58 ص

 فى غياب المصداقية والشفافية يبقى الشعب اليمنى يدور طوال اليوم من الصباح إلى المساء فى فلك تصريحات المصادر المسئولة المجهولة حقيقة، بل ويرتهن حاضره ومستقبله وفقا لتوقعات هذه المصادر. فهذا المصدر المسئول مرة مصدر يمنى مقرب من النظام وأخرى سعودى، وتارة أمريكى وفى أحوال أخرى أجنبى عام وهكذا. فحين يريد الشعب اليمنى أن يتعرف على صحة الرئيس، لن يجد الإجابة إلا عند هذه المصادر؛ فتخرج علينا إحدى وكالات الأنباء المخضرمة لتنقل تصريحات عن مصدر مسئول بأن الرئيس فى حالة حرجة جدا، ثم يأتى فى وكالة أخرى عن مصدر مسئول أيضا أن الرئيس ربما قد توفى بالفعل.

فتطالعنا أخرى بأن الرئيس فى حالة جيدة جدا ويتحسن، وفى رواية قد تحسن بالفعل وأنه يتجه ربما لأداء العمرة قبل العودة إلى اليمن، وفى رواية مختلفة أن حالته حرجة لكن مستقرة، وفى رواية أنه تحسن وعائد خلال أيام وأن الطائرة التى ستقله إلى اليمن ترابض حاليا فى مطار الملك خالد الدولى فى الرياض. والأمر نفسه ينسحب على واقعة التفجير التى أصيب فيها الرئيس والعديد من معاونيه، فلا أحد فى العالم حتى اليوم يعلم ما الذى حدث، ولا إلى أين تتجه التحقيقيات، إلا من خلال تصريحات هذه المصادر المسئولة إلى وكالات الأنباء.

وبما أنه من المفترض والبديهى أن وكالات الأنباء المحترمة والمخضرمة تكون على اطلاع واسع بمصادرها، ومدى مصداقيتهم واحترامهم ودقة الخبر الذى تنقله عنهم، فلماذا تأتى الأخبار بمثل هذا التناقض الغريب؟ حيث لا نجد فى هذه التصريحات المتعددة أية مصداقية، عدا أن كل مصدر ينقل وجهة النظر التى تخدم مصلحته. لذا فإن هذه التضارب يقود إلى استنتاج مفاده بأن هناك من يريد بالفعل أن يُحدث تضاربا مقصودا فى الأنباء، لإخفاء الحقيقية، لاسيما وأن الأخبار العالمية فى العادة تتناقل عن مثل هذه المصادر ومع ذلك ترتفع نسبة المصداقية فيها، إلا فى بعض الحالات البسيطة حيث يبقى الخطأ دائما واردا.

من هنا تبقى الحقيقة تائهة، ويبقى كل شىء محل شك؛ توجهات هذه الوكالات والشبكات الإعلامية ومصداقيتها، والأهم من كل ذلك الحقيقة، من الذى سيكشف عنها، إذا كان الشعب لا يثق بكل تصريحات المسئولين الذين أضافوا إلى انعدام صدقهم، مؤخرا جهلهم تماما بما يدور. يبدو أن لا أحد يطلعهم على شىء، فقد تضاربت تصريحات قيادات الحزب والنظام مؤخرا فى تفصيلات لا تعدوا كونها تافهة، ولهم الحق فى معرفتها كونهم ضمن هذه المنظومة، على الأقل ليحددوا مصيرهم بدقة، لكن لا أحد فى اليمن له الحق فى شىء مهما علا قدرة أو قرب جاهة من أولياء النعم، فقط أسرة حاكمة لها الحق فى أن تعرف كل شىء وهى التى تتكتم على كل شىء، والشعب بمجمله عليه أن ينتظر أن يتخذوا قرارهم، أو ليقضى الله أمرا كان مفعولا. عن أى جمهورية يتحدثون؟

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات