عقبات مستمرة أمام مرحلة «تحول الطاقة» - قضايا اقتصادية - بوابة الشروق
الأربعاء 12 مارس 2025 11:26 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

عقبات مستمرة أمام مرحلة «تحول الطاقة»

نشر فى : الأربعاء 12 مارس 2025 - 6:55 م | آخر تحديث : الأربعاء 12 مارس 2025 - 6:55 م

نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية مقالًا للكاتب العراقى وليد خدورى، تناول فيه العقبات التى ستواجه مسيرة تحول الطاقة من الهيدروكربونية إلى الطاقات المستدامة بسبب التطورات الجيوسياسية والاقتصادية، مما قد يؤخر تحقيق أهداف التحول فى الموعد المحدد.. نعرض من المقال ما يلى:
رغم التناغم الواسع للتحول من الطاقة الهيدروكربونية إلى الطاقات المستدامة، فإن العالم يواجه عقبات على طريق التوصل إلى مسيرة «تحول الطاقة» فى الموعد المحدد لها بمنتصف القرن.
إثر تفشى جائحة «كورونا» عام 2019، ونشوب حرب أوكرانيا فى فبراير 2022، كتب الخبير النفطى دانيال يرجن مقالًا مسهبًا عن العقبات الرئيسة حينئذ، نشره «صندوق النقد الدولي» فى الربع الأول من عام 2022.
يرجن أحد أهم خبراء الطاقة عالميًا، ويُعدّ كتابه «الجائزة»، المرجع الأساسى والأهم لنشوء الصناعة النفطية فى أواخر القرن التاسع عشر واستمرار أهميتها فى الاقتصاد العالمى طوال القرن العشرين.
شرح يرجن فى مقاله العقبات التى تواجه «تحول الطاقة»، وتأثير الفوضى الممكن حدوثها عند انكماش أسواق النفط نتيجة إغلاقات «كورونا»، ومن ثم الاضطراب فى سلسلة الإمدادات، بسبب حرب أوكرانيا.
وأضاف يرجن أنه رغم زيادة التناغم العالمى لمصلحة تحول الطاقة من الهيدروكربونية إلى المستدامة، فإن هناك معوقات متصاعدة أخذت تظهر للعيان أمام هذا التحول.
فهناك تباين فى سرعة الاكتشافات العلمية للطاقات المستدامة من جهة، ومدة إمكانية وصولها إلى الأسواق من جهة أخرى.
وهناك الاهتمام بأمر «الأمن الطاقوى» الذى استعاد أولويته فى أجندات كثير من الدول، الأمر الذى يتطلب من الدول المعنية زيادة الاعتماد على الطاقة الهيدروكربونية وتأجيل مسيرة «تحول الطاقة».
هناك أيضًا اختلاف واسع فى الآراء والسياسات بشأن كيفية حدوث «تحول الطاقة»، والسرعة والتكاليف المالية المتوقعة لهذا التحول.
ويشير يرجن إلى الاختلاف الواسع والمتنامى فى السياسات بين الدول المتقدمة والنامية بشأن الأولويات لتحول الطاقة.
وبالإضافة إلى هذا وذاك، تواجه الطاقات المستدامة عقبات واسعة لتوسيع عمليات التعدين للمعادن النادرة وبناء سلاسل الإمدادات اللازمة لتحقيق مرحلة تصفير الانبعاثات.
لقد شرح يرجن بإسهاب أهمية «الأمن الطاقوى» فى «تحول الطاقة» فى مقاله هذا. وأشار إلى تراجع أولوية الاهتمام بالأمن الطاقوى خلال الأعوام القليلة الماضية. لكن عوامل الارتفاع الكبير والمفاجئ فى أسعار الطاقة وتصاعد النزاعات الجيوسياسية وغيرها.. أدت جميعها إلى أن تعيد الحكومات النظر فى استراتيجياتها.
يضيف يرجن أن هذه الفرضية تعنى أن مسيرة «تحول الطاقة» تعتمد أولًا وأخيرًا على «أمن الطاقة» وذلك للحصول على إمدادات طاقوية وافية وبأسعار معقولة؛ لأجل تأمين مساندة ودعم الرأى العام لتحول الطاقة ولتفادى إبعاد «تحول الطاقة» عن مسيرته المخطط لها، ومن ثم مواجهة المخاطر السياسية الناجمة عن ذلك.
يدل مقال يرجن بكل وضوح على أن صعوبات وعراقيل «تحول الطاقة»، لم تبدأ، أو تنتهِ، مع جائحة «كورونا» عام 2019 أو الحرب. ومن الأهمية بمكان الاستنتاج مما توصل إليه يرجن فى حينه، من توقع صعوبات وعراقيل يمكن أن تواجه مسيرة «تحول الطاقة» بعد أكثر من قرن من الزمن فى اعتماد الاقتصاد العالمى على الطاقة الهيدروكربونية.
فالتطورات الجيوسياسية المتغيرة -يوميًا- هذه الأيام؛ من وضع سقف أمام تطوير الطاقات المستدامة الأمريكية، بحثًا وتسويقًا، ومحاولات زيادة الإنتاج النفطى والغازى الأمريكى، ناهيك بالخلاف التاريخى الأمريكى - الأوروبى، وردود الفعل على حرب أوكرانيا، من تخوف تصاعدها إلى حرب عالمية ثالثة، إلى حرب تعريفات جمركية عالمية.. جميع هذه العوامل ستؤدى، بل أخذت تؤدى فعلًا، إلى تغييرات مهمة فى استراتيجيات الدول، إما بزيادة تحويل المخصصات لموازنات التسليح والدفاع فى حال الأقطار الأوروبية للوصول إلى حل مع الولايات المتحدة بشأن دورها المستقبلى فى «حلف شمال الأطلسى (الناتو)»، وإما بالاستعداد فى حال الحروب الجمركية التى تشنها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والخلافات التجارية الناتجة عنها، ناهيك بالزيادات التضخمية الناتجة عنها، حيث يتوجب على الحكومات دعم أسعار الطاقة المرتفعة والمواد الزراعية.
خلاصة الأمر أن هذه المتغيرات الجمركية، و«التسابق التسليحى»، كما سياسة تهميش الطاقات المستدامة الأمريكية التى تبناها ترامب.. ستؤدى حتمًا إلى تقليص المخصصات المالية لصناعات الطاقات المستدامة؛ وهو الأمر الذى أشار إليه يرجن بمقاله فى بداية هذا العقد.

قضايا اقتصادية القضايا الاقتصادية العالمية والدولية والمحلية
التعليقات