إنها بحاجة إلى ميلاد جديد - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 7:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنها بحاجة إلى ميلاد جديد

نشر فى : السبت 10 سبتمبر 2011 - 9:00 ص | آخر تحديث : السبت 10 سبتمبر 2011 - 9:00 ص

المعطيات الحالية فى اليمن لم تبق مجالا للمجاملة ودفن الرءوس فى الرمال، فكل المؤشرات تشير إلى أن الثورة اليمنية اليوم هى بأمس الحاجة إلى ثورة جديدة، ثورة تقييم ومراجعة للمنجزات، والوقوف بموضوعية على الأسباب التى أوصلتها لهذا الجمود الخطير، حتى بات الأمل وطوق النجاة أن يقبل صالح بالتوقيع على المبادرة الخليجية، وماذا بعد؟ هل يكون الذهاب إلى انتخابات مبكرة فى مثل هذه الظروف، وهل هكذا تكون الثورة قد أنجزت؟

 

الغريب أن المعارضة الرسمية ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك طالبت الثوار بضرورة التصعيد والاتجاه للحسم الثورى، وبالمقابل فإن الجماهير الغفيرة المعتصمة فى الميادين والساحات ترفع شعارات المطالبة بالحسم الثورى، بل إن الكتل البشرية الضخمة التى تجوب الشوارع صباح مساء تصرخ بصوت واحد مطالبة بالحسم، أى أن الشعب كله يطالب بالحسم الثورى، لكن لا أحد يجيبنا، لمن يا ترى توجه هذه النداءات؟ ومن هو ذا المخلص الذى ينتظره الجميع؟ أليس هذا دور الشعب الثائر أن يتجه إلى حسم ثورته، هذا من جهة، ومن جهة أخرى إلى متى سيستمر الاهتمام بتسميات الجمع الواحدة تلو الأخرى، دون أن يواكب ذلك برنامج واقعى لإنجاز أهدافها.

 

وهنا لا بد من السؤال، هل الشعارات التى رفعت منذ اليوم الأول للثورة مازالت قائمة؟ دولة مدنية ديمقراطية تحقق الحرية والعدالة لجميع المواطنين، وتحل القضايا الوطنية الكبرى على أسس العدالة والمساواة. الملاحظ أن هذه الشعارات اختفت مقابل توجهات سياسية واضحة لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة للانقضاض على السلطة، حتى الشعارات التى سبق ورفعت من قادة أبرز القبائل بدعم الدولة المدنية، وبأنهم لا يطمحون مطلقا للانقضاض على السلطة، لم نعد نسمع تأكيدات بشأنها، بل إن الممارسات على أرض الواقع تسير بخلاف ذلك، وكأننا عدنا اليوم إلى نهاية انتخابات 2006 التى اضطرت المعارضة لقبول نتائجها على مضض بعد أن تخوفت من النزول للشارع حينها، وها هى لحظة الانتقام قد حانت، فى حين بدأت شعارات الثورة تتبخر، وليس أدل على ذلك من الضن على أبناء الجنوب بالمناصفة فى المجلس الانتقالى، أى أن النبرة العنصرية تجاههم لا تزال قائمة، فهناك من يصعب عليه التخلص منها، كما أن أبناء الجنوب لا يحظون بحقهم فى التغطية الإعلامية لدى القنوات التى توصف بأنها معبرة عن الثورة. وحين نقول إن شعارات الثورة تبخرت على الأقل لدى من يدعون أنهم متحدثون باسمها، نعنى بذلك أن شعار الثورة الوحيد اليوم هو التوقيع على المبادرة الخليجية، التى تعنى رحيل صالح، فى حين ما نريده التأكيدات بشأن الدولة المدنية وانسحاب الغطاء القبلى، والستار الدينى، والكف عن الزج باتجاه لون وطيف واحد، أما الحسم فليس هدفا بحد ذاته فالثورة ستحسم عاجلا أو أجلا، وصالح وآله لا يمكن أن يحكموا البلاد مجددا، الأهم الآن البحث فيما بعد صالح.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات