حتمية الحسم الثورى - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 6:58 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حتمية الحسم الثورى

نشر فى : الأربعاء 21 سبتمبر 2011 - 8:45 ص | آخر تحديث : الأربعاء 21 سبتمبر 2011 - 8:45 ص

كانتا تتأهبان للعودة إلى البلاد التى اشتاقتا إليها وأهلها حين دق جرس الهاتف، لم يكن المتحدث سوى الوالد من صنعاء، وكان حازما فى تشديده على عدم العودة، لأن الأوضاع من وجهة نظره عادت للتوتر مجددا، ولا أحد يعرف إلى أين المصير؟ حين غادرتا اليمن قبل عدة أشهر كانت المغادرة سريعة كذلك، فالأسرة تسكن بالقرب من ساحة التغيير، وحين ازدادت الاشتباكات والقصف فى جمعة صنعاء الدامية، كان القرار بأن الوضع خطر بالفعل ولا يمكن البقاء أكثر. والآن تبدأ السنة الدراسية الجديدة، والأسرة عاجزة عن تحديد مصير أبنائها؟ هل يستأنفون الدراسة فى الخارج، أم أن هناك بالفعل ما هو أهم؟ انهارت الفتاتان مجددا ما بين الشوق للأصدقاء وطقوس التجهيز لعودة الدراسة، بل الشوق للبلاد بالكامل، والإحباط الذى بات يضطرهم دائما لتحضير الحقائب على عجل، استعدادا للهروب الذى يعجزان عن فهمه. وفى كل الأحوال تبقيان أفضل حالا بسبب الظروف المادية المتيسرة من الملايين، الذين هم دائما مضطرون لمفارقة الأهل والبلاد والذل بين دول العالم طلبا للتأشيرات، والملايين أيضا المضطرون للبقاء تحت لظى النيران المشتعلة فى جميع أرجاء اليمن، فى غياب جميع الخدمات والاتصالات والحاجات الأساسية. الشعب اليمنى كله فى جحيم لم يعد يرحم أو يستثنى أحدا، لأن هناك أسرة منبوذة أرادت وقررت ذلك.

 

عاد الوضع للتفجر، حين باشر الشباب برنامجهم التصعيدى باتجاه الحسم، موسعين من ساحات اعتصامهم التى امتدت لتحرر وتستعيد شوارع رئيسية مهمة فى العاصمة، من هنا صدرت الأوامر للحرس العائلى المعروف بالحرس الجمهورى والقناصة والبلاطجة بالرد بالقصف المدفعى العنيف، وبث الرعب وحصد الأرواح. سقط المزيد من الشهداء، والثوار ماضون نحو الهدف، وباتوا الآن يسيطرون على أهم الميادين والشوارع الرئيسية، ووصلوا إلى القرب من مكتب أحمد نجل الرئيس المجهول الشرعية فى البلاد أصلا، والذى يقود بنفسه عمليات القتل والتنكيل هذه، وإلى القرب من منزل والده، والعديد من المناطق التى يصفونها بالحساسة، وربما لو لم تستجد هذه التطورات لما عاد الدبلوماسيون الإقليميون والدوليون للتقاطر على اليمن، التى كانوا قد نسوها أو تناسوها، حيث وصلت بعثة الأمم المتحدة وأمين عام مجلس التعاون الخليجى إلى صنعاء للبحث فى آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، وعقدوا عدة اجتماعات مع ممثلى النظام بحضور السفراء الأجانب المعنيين، وربما لن يكون لهم لقاء آخر مع المعارضة، التى يبدو أنها ترفض التباحث على وقع البارود ورائحة الجثث، أو ربما لأنها لم تعد تملك ما تتنازل عنه أكثر، أما الشعب الثائر فينظر إلى هذه التحركات بمزيد من التهكم والسخرية، فهل يعقل أنه بعد أكثر من ستة أشهر حرقت فيها البلاد بالكامل، يعود الحديث عن آلية لإحياء المبادرة. يتزامن كل ذلك مع عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، جلسة خاصة فى جنيف لاستعراض تقرير بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان حول الأوضاع فى اليمن، حيث أدان المجلس الاستخدام الحكومى المفرط للقوة، وصدرت توصية بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للبحث فى هذه الانتهاكات.

 

شباب التصعيد الثورى يسيطرون على معظم الساحات اليوم، منهم من سقط شهيدا ومنهم من ينتظر.. ينتظر الحسم.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات