الشعب يوقد شعلة سبتمبر - وسام أبوبكر باسندوه - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 6:56 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشعب يوقد شعلة سبتمبر

نشر فى : الأربعاء 28 سبتمبر 2011 - 10:50 ص | آخر تحديث : الأربعاء 28 سبتمبر 2011 - 10:50 ص

خلال ثلاثة أيام سقط أكثر من مائة قتيل ناهيك عن أعداد الجرحى والمصابين بإصابات مستديمة، فذاك بترت ساقه، وهذا فقد عينه. مائة قتيل سقطوا بدم بارد، وسيبقون مجرد رقم يرفع ويضاف إلى قائمة الشهداء، هكذا هم بالنسبة للمحللين والراصدين، لكن بالنسبة للقتلة حتى الرقم لا يعنى شيئا. هم ليسوا كذلك، كل شهيد من هؤلاء كان مشروع حلم بالنسبة لأسرته ولليمن ككل، كل منهم له أم لن تبرد نار حرقتها أبدا، وزوجات ترملن فى ريعان الشباب وأطفال كان والدهم بالنسبة لهم كل شىء، حتى وإن لم يكن له أحد يبكيه ولا مهنة ستفتقده ولا مال يورثه، لماذا يموت من أجل صالح وأولاده وأولاد أخيه. هذا عدى عن قوافل الشهداء من الأطفال والنساء، كان آخرهم الطفل أنس السعدى الذى لم يتجاوز العشرة أشهر.

 

اليوم ونحن نستذكر ثورة سبتمبر المجيدة نعرف جيدا أن ثورة الشباب، ثورة الكرامة والعدل والحرية لن تكون سهلة، تماما كما كانت ثورة بناء الجمهورية، كما نحن على يقين أن الآباء الأوائل حين ثاروا وناضلوا وضحوا بدمائهم الزكية فعلوها من أجل رفعة وحرية وكرامة هذا الوطن، لا من أجل على صالح وأسرته. حين انتفضوا على الإمامة بالتأكيد كان فى أذهانهم من أمثال صالح والطغاة، ولم تكن الإمامة بالنسبة لهم سوى رمز. وحين ضحوا بدمائهم ضحوا من أجل مستقبل هؤلاء الشباب الذين كانوا فى علم الغيب حينها، والذين كانوا بالنسبة للآباء الأوائل مشروع المستقبل، ثم جاء صالح ليدهسهم وأولاده بالأقدام طمعا فى الكرسى.

 

عيدنا فى سبتمبر اليوم هو العيد الأول بعد ثلاثة وثلاثين عاما، هو العيد الحقيقى للثورة والجمهورية، بل حتى الإمامة ربما كانت تستمد شرعيتها من الملكية والوراثة، لكن على صالح وحكمه الممتد عبر أكثر من ثلاثين عاما لا تغطيه أى شرعية، إنه انقلاب غيب الشعب والثورة لعقود طويلة، لذا فإن صالح آخر من يحق له أن يتحدث فى هذا اليوم ويوجه كلمة للشعب المختطف ويذكر بالثورة، فهو الانقلابى الأول على الثورة والخائن لمبادئ وقسم الجمهورية، وهو الأمر الذى يجب أن يحاسب ويحاكم عليه أولا. فكيف وقد جاء بقاربه مجدفا بين برك الدماء ليلقى كلمة كان البعض يعتقد أنها قد تأتى على قدر المسئولية والوطنية، لكن من خبروا صالح جيدا كانوا على يقين أنها لن تكون كذلك، وبالفعل جاءت الكلمة مملة ومكررة، وربما لولا ظرفه الصحى الذى بدا أنه ليس على مرام، لكان عاد للتهديد والتلويح بالأيادى فى وصلة ردح وشتم المعارضين التى لا تنتهى.

 

تزينت اليمن خلال اليومين الماضيين فى أبهى حلة احتفاء بهذا اليوم، جابت المواكب الشوارع والأزقة وتجمعت فى الميادين، شارك فيها الأطفال والشباب والنساء وأوقدوا شعلة الثورة، كانت كل الاحتفالات شعبية بحتة فاقت فى تنظيمها وروعتها كل ما أنفقه النظام فى احتفالاته خلال الأعوام الماضية، لأنها جاءت خالصة فعلا للثورة والجمهورية، وجدد الشعب القسم لشهداء الرعيل الأول من الآباء الثوار وللدماء التى لم تجف بعد، بالاستمرار حتى تتحقق كل المطالب وعلى رأسها رحيل مختطفى الثورة على صالح وأسرته ونظامه.

وسام أبوبكر باسندوه باحثة واكاديمية يمنية
التعليقات